كل ورقة ترميها بالشارع سينحني لها رجل في عمر أبيك |
النظافة عبادة وسلوك وأيمان مطلق والتزام بكل مايحيط بمفهوم الطهارة والنظافة انطباقا لما أكد عليه الدين الاسلامي وقد ترحم المسلمين جميعا على كل رجلا عمل عملا صالحا ورفع الأذى من طرقات المسلمين وهيأ لهم اجواء السير بأمان واظهر الصورة المشرقة والناصعة في بلاد المسلمين لكي يعزز اصالة الاسلام وجوهر الدين بكل مايحمله من صفات رقي وسمو عالي , فقد اكد رسولنا الكريم محمد صل الله عليه واله عن إماطة الأذى عن طريق المسلمين من ورفع الحجر والشوك من السبل العامه ليكون السير فيها بأمان دون ان يسبب ضرراَ للمسلمين وتظهر جمالية المنطقة بما يتلائم مع واقع الاسلام وطموحاته في جعل البيئة نظيفه وتمثل مظهرا حضارياَ ينسجم مع الوضع العالمي المتطور وهذه رسالة الاسلام للعالمين , فجملة النظافة من الايمان لاتعني فقط هو الاغتسال ولبس افخر الثياب والتزين والتعطر بل لها عنوان كبيرواهتمامات تصب في المصلحة العامة وان يهتم الانسان بكل محيط عمله واثناء السير في الطرقات العامة وداخل الدار, ولايختلف الامر في المحافظة على البيئة من التلوث والحد من الوقوف بحزم من انتشار ظاهرة النفايات, وما يحز بالنفس بعض التصرفات غير مسؤولة وبعيدة جدا عن روح الاسلام والحضارة ولاتمثل الا مفتعليها ومسببيها ان يلقي اصحاب المركبات علب قناني الماء الفارغة والعلب الكارتونية من نوافذ السيارات في الشوارع العامة ولاحظت ذلك في ساحة بيروت حينما اقدمت سيارة نوع كي والقى بعض الراكبين من نافذة زجاجها الخلفي قناني فارغة من المشروبات الغازية في الشارع العام , ربما تلك التصرفات مقصودة من بعض الناس وهم على علم بان هذه الظاهرة تسبب زيادة في معاناة عمال التنظيف أثناء التقطات النفايات المتفرقة على طول الطريق ولمسافات كبيرة وتشكل اذى وملل واحباط خصوصا ان اكثر العاملين بهذه الخدمة هم من كبار السن وبدلا من المساهمة في تقليل الضغط عليهم واظهار مدينتنا امام العالم كمدينة مثالية ونحن ندين بالديانة الاسلامية التي تؤكد على مبدأ النظافة والمساهمة في رفع الاذى ,لانجد الا القليل من المتحمسين وهم يقومون بدور وطني , وربما اذا واجهت احدى الناس ونصحته بعدم القاء القمامة وعلب السكائر والمشروبات الغازية الا في الاماكن المخصصة ستتفاجىء برد شديد اللهجة ( اني لم ارميها في بيتك ) متناسيا ان الشارع والساحات العامة هي ملك لجميع ابناء الشعب , وهنالك ظاهرة خطيرة جدا هو حجز مساحات واسعة واستخدام الجزرات الوسطية وحفرها وتأطيرها بالحديد لتثبيت صور الشهداء عليها في معاركنا المقدسة ضد تنظيم داعش الارهابي , الشهيد قيمة عليا وهو قد نال ارفع الدرجات ويبقى حي في قلوب الناس , ولكن ما يقوم به بعض اهالي الشهداء لايجوز شرعا لان الساحات والجزرات هي ملك صرف للدولة ويجب استحصال الموافقات الاصولية وانا اشك ان تعطي الدولة موافقة بذلك خوفا ان تعم الفوضى ويتغير التخطيط العمراني للعاصمة وتعيق الحركة العامة للمواطنين ,واذا استمرت تلك الظواهر لانجد ساحة ولا رصيف ولاجزرة وسطية الا امتلأت بتلك الصور والتفنن في عملية البناء وسوف نبتعد عن اظهار مدينة بغداد او بعض المحافظات بشكلها الحضاري ,في العام الماضي اثناء زيارة الاربعين كان هنالك مجموعة من الشباب متطوعون من مختلف الاعمار يجوبون الشوارع ويحافظون على منظر الطرقات العامة وهم يحملون اكياس النايلون لتنظيف الاماكن من الفضلات والنفايات ورغم الاعداد الكبيرة من الزائرين التي دخلت محافظة كربلاء المقدسة لم نجد ظواهر تجمع القمامة والاوساخ بل ظهرت مدينة كربلاء المقدسة بشكلها الجميل امام الزائرين , ورغم ما تقوم به امانة بغداد من اعلانات ولوحات ترشد الناس الى المحافظة على المدينة ووزعت حاويات في الشوارع لكننا لم نجد من يلقي الفضلات بها الا القليل وما رأته عيني في منطقة حي اور من سرقت الكثير من الحاويات البلاستيكية الصغيرة المعلقة على الاعمدة تدل الا ان دور الارشاد العائلي والمنبر الديني لم يؤثر الا في القليل من المجتمع , ايضا لانغفل دور المدرسة وتاثيرها في سلوكيات وتصرفات الطلبة وترشدهم للاهتمام بالنظافة والمحافظة على البيئة وان يخصص وقت كافي في كل درس لتوجيه الطلبة وحثهم على رمي النفايات في الاماكن المخصصة ولتصبح ممارسة طبيعية يتعود عليها الطالب في المدرسة والبيت والشارع العام ويحتاج الى ذلك متابعة وتعاون ومسؤولية مشتركة بين الآسرة المؤثر الاول والمدرسة الراعي لتقديم العلم ورعاية الموهوبين والاهتمام بتنشئة جليل يساهم في المحافظة على البيئة وتقدم العراق في جميع النواحي |