عذراً يانخلة العراق الشامخة

 

 في زمن غادر يتحكم به جهلة العصر وسرَاق القرن والمزورون الفاسدون في زمن تغلق به مدارس العلم وتفتح انفاق الظلام ..

عذرا لكل شرفاء العالم ومن يحمل عنوان الانسان ..عذرا لاصحاب القلم والعلم والفكر ..

ولكل من اعطى عصارة جهده من اجل ان يخدم الانسانية ولكل من ساهم في تقدم البشرية وفي مجالات الحياة ..

ايتها العملاقة قبل اسابيع وسمع اهلك في العراق من خلال التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي لهفتك من ان تأتيك دعوة من مؤسسة او سلطة او حتى استشارة لكي تكون هناك بصمة عراقية في مجال البناء…وكانت حسرة كبرى نقرؤها في وجهك من انك تشعرين من المهمشين كما هم عقول وعلماء العراق ..

انت تعرفين ان شعبك في سجن رسمه وخططه وانشأه من يدعي الانسانية ومن يتباهى في نصب (الحرية) وشعلتها ومن تدعَي بأنها راعية لحقوق الانسان وفي ارضها مؤسسات دولية تحمي الحق وتسهم في نشر العدل. الجميع يعرف انهم جاءوا بشلة من الازلام وكما قال بول بريمر (جمعناهم من الشوارع)

ليكونوا هم السجانين لهذا السجن الكبير وهم اصحاب القرار بعد ان رسموا لهم خطط التنفيذ فكانوا فعلا متميزين بتنفيذ ماطلب منهم اسيادهم وأهم ذلك هو افراغ الوطن من العقول وبعدة وسائل التهميش او الاقصاء من الوظيفة او الاعتقال او ظغوط لغرض التهجير .

في سنوات معدودة لم يبق صرح علمي او مؤسسة بحثية بل ازاحوا حتى نصبهم التي شيَدت احياء لاعمالهم وخدماتهم …عملوا على ان يزيلوا كل ماهو عريق .

ايتها الشامخة نحن في بلد يموت به الشرفاء ويحيى به الفاشلون والمزورون.. نحن في بلد تنهش به كلاب الغرباء والطامعون .

عذرا يابنت العراق ..فكل منا ينزف قلبه دما عندما يقرأ ويشاهد بصماتك المعمارية وهي تنتشر في بقاع الارض لتعلن لتلك الشعوب (هذا عقل العراق) وليبقى الى يوم القيامة تتذكره الاجيال بعد الاجيال فكم من رؤساء الدول نراهم وهم يقلدون نخلة العراق ارفع الاوسمة في بلدانهم ولكن من تسلط على كرسي القرار في بلادنا يقطع الاف الاميال لكي يضع اكليل من الزهور على قبور موتى جنود الاحتلال الذين دمروا وقتلوا ومزقوا البلاد والعباد وآخر يقدم سيف الامام علي (ذو الفقار) هدية الى وزير الحرب (راميس فيلد) ولكن كثيراً عليهم ان يشاركوا في تشييع جنازة (زها حديد) او يصدرون نعيآ بذلك رغم اننا نعرف ان هؤلاء يعشقون الظلام والتخلف ويكرهون النور والابداع ..لاندري على اي مادة جعلوا اسمك هل من القاعده او داعش او البعث او التكفير لكي يبرروا هذه القطيعة..

ابدا سيصرخ صوت الحق بوجوههم ان زها حديد (فقيدة الكون) وستبقى بصمتها عراقية.