أسطح المنازل

 

كنا نهرع الى سطوح المنازل في ليالي القيظ اللاهب حين لم تكن هناك من وسائل للتبريد، فلا مبردات ولا مكيفات للهواء. تفرش الافرشة منذ وقت العصر وقبل مغيب الشمس لكي تبرد قليلاً بعد أن تكون الاسطح مكنوسة ومرشوشة بالماء فتهب نسيمات عليلة نرتاح اليها كما نرتاح الى صحن الفاكهة كانت جميلة مفتوحة للهواء لا يعكر صفوها أي غرض زائد قد لا تحتاج العائلة، كما هو حاصل الآن، فبعد أن دخلت اجهزة التبريد الى منازلنا ولم نعد ننام على أسطح المنازل، تحولت هذه الاسطح الى مكبات للنفايات، ولكل ما لم تعد العائلة بحاجة اليه، ويكفي ان تلقي نظرة من علو هذه الاسطح لكي ترى عجلات السيارات والبايسكلات المكسورة والبراميل المقعرة والمحدبة وأواني البلاستيك والفانون والاسرة المتفسخة وكل ما لا تعود العائلة بحاجة آنية اليه! ان جمالية المنزل ليست في أرائكه وغرفه الاستقبال والجلوس والنوم فحسب، انها في كل زواياه سواء كانت على الاسطح أو داخل الغرف وسواء كانت في المطبخ

أو في واجهة الدار فمن غير المقبول أن تكون دارك نظيفة في الاسفل وفي أعلاها كم هائل من هذه النفايات التي يمكن للكثير من معامل التدوير الاستفادة منها. لا ينبغي أن يكون على سطح المنزل سوى حوض الماء المعدني الذي تتجمع فيه مياه الاسالة لكي يغذي صنابير الماء في داخل البيت، أما أن يكون السطح على هذه الشاكلة فهو علامة غير حضارية ولا تتم عن ذوق ساكني الدار فماذا يمكن أن يفيدك برميل مثقوب أو عجلة هوائية لا تعمل ولا يمكن لها ان تعمل في يوم ما أو سرير حديدي صدئت قاعدته وتحولت الى هيكل حديدي لا نفع منه بأي شكل من الاشكال.

تعالوا نحسب عدد الدور السكنية في مدينة ما، ونحسب معها عدد هذه المواد التالفة وما يمكن أن تشكل صورة بيئية سالبة فضلاً عما يمكن أن تعيش في داخلها من الجرذان والفئران، فليكن الخلاص منها واجباً لتكون البيئة نظيفة وذات أثر جمالي بدل من أن تتكدس على اسطح المنازل محققة رؤية غير جمالية واسلوباً سكنياً ذا صبغة غير محببة فضلاً عن تحقيق مبدأ النظافة في المكان الذي يعيش فيه أناس ينبغي أن تكون النظافة في كل شيء شعاراً يومياً لهم.