البعض يفضلونها ساخنة

 

الزمان الاثنين 12 / 4 المكان البار  .. لمان

الشخصيات /  النوائب والنائبات ورئيسهم ونوائبه

على بركة الله افتتحت المسرحية الكوميدية. ابتدأت بمهزلة.. وانتهت بمسخرة. مسرحية فجة سمجة كتبها من طلب عقد الجلسة !!. وكان ممثلوها لا ممثلي الشعب هم النوائب والنائبات منهم من كان بطلا او (جطلا) ومنهم من ادى دورا ثانويا ومنهم من اكتفى بالكومبارس الصامت !!. اما اخراجها فكان مشتركا من قبل رؤساء الكتل. كان الغرض من عقد الجلسة / المسرحية التصويت على الكابينة الوزارية الجديدة لمرشحي رئيس الوزراء. كان من المفترض أن يردد النوائب مغنين (رادحين) بصوت واحد : كابينة.. كابينة…. حبيناكِ حبينة !!. لما يملكونه من روح (وطنية).. ومولّدة (30 كي في). لكن رُفضت الاسماء على اعتبار انهم غير كفوئين او نزيهين. ما لفت انتباهي فيها هو أنَّ احدهم اعترض على مرشح وزارة الخارجية كونه لا يحمل التخصص المناسب, على اساس أنّ شاغلها الحالي حمل هذا التخصص !!. اختلفوا وانتهت الجلسة بقمة المسخرة بأنْ اعتصم النوائب داخل المجلس !!!. إعتصموا (وما زالوا) ضد الفساد والمحاصصة والطائفية والسرقات وهم الذين كانوا بالامس يختصمون عليها. واختصموا ضد رؤساء كتلهم بعد أنْ  كانوا بالامس يؤلّهونهم ويعدّونهم رموزاً وكأنهم ليسوا جميعا من يتحملون مسؤولية هذا الخراب العظيم. بعبارة اخرى كانوا يعتصمون على انفسهم !!. وبذلك اشهد بأنهم لعبوها صح فتحولوا بين عشية وضحاها من سارقين الى ثائرين ومن مفسدين الى مصلحين ومن مدانين الى مُدينين !!. فبربكم افرأيتم بحياتكم مسخرة اقوى من هذه ؟!!.

  في اليوم التالي والمكان نفسه حدثت المسرحية الاقوى والارقى !!. فما أنْ عُقدت حتى وقعت الواقعة, ليس لوقعتها كاذبة, خافضةً نائباً.. رافعةً نائبة !!. بدَتْ صوائح تبِعتها نوائح. صاحَ البعض وناحَ البعض الآخر. فشهدت معركة ضروس إستُخدم فيها ما تيسّر من قناني المياه مملوئِها وفارغها ومنتصفها. أَقدمَ احد النوائب على محاولة ضرب زميلته. هذه هي اخلاقهم, الى هذا المستوى المنحط والدرك الاسفل وصلت أن يعتدي رجل بالضرب على إمرأة وبصرف النظر عمّن تكون لكنها رجولة نائب 2016 !!. ساد الإنفلات العظيم في الحال فتحولت القاعة الى حلبة ملاكمة جنونية اثلجت والله قلوبنا وصدورنا وبطوننا وظهورنا !!. الكل صار يضرب ويترحّم : (رحم الله والديه من كُفخ وياية ) !!. تبادلوا الإهانات واللكمات والضربات و(الكفخات). ووالله العظيم وللتاريخ فهذا افضل شيء فعلوه وانجزوه مُذ جاؤا !!!. فتصرفوا وفق ما هو معروف سياسيا كإصطلاحيا وهو مبدأ المعاملة (بالنِعل) لا المثل. وقد كشفت لنا الجلسة الملهلبة هذه عن موهبة جديدة ما كنا نعرفها عن الاخوة الاعداء هي موهبة القسم الاول في ضرب اللكمات و(الكفخات) وموهبة القسم الآخر في تلقّيها وتحمّلها!!!.

  بعد انتهاء ملحمة النوائب صرّحت النائبة بطلة الملحمة بألم : انا حزينة.. فرغم كوني طيوبة وحنينة.. لكني ضُربت بعشرين قنينة.. تتبعها فلينة. الذي اثار انتباهي هو كيف عرفت النائبة التائبة (عن المحاصصة) بعدد القناني وهي في غمرة وطيس المعركة ؟!! (حلوة بشرفي مال وطيس !!.. عائلة وطيس). هي وحدة من اثنين اما ان تكون قد عدّتها وهي تنهال عليها دفعة واحدة وهذه مهارة ما بعدها مهارة.. وشطارة ما بعدها شطارة أن تكون مركزة وسط الغارة.. رغم كونها منهارة !!. او أنْ تكون قد جمعت القناني بعد المعركة وحسبتها للامانة والدقة والرقة والشفافية التي عودونا عليها. بطل الملحمة الآخر اخذ ينبح وقتها بهستيريا جنونية كأي كلب مسعور بعد أنْ نال حظه ونصيبه من اللكمات و(الكفخات) والإهانات التي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم.. ولا يتلقّاها إلا الصابرون النائبون النائمون !!. حقاً كان كورسا عمليا مجانيا في فن الدفاع عن النفس والملاكمة والضرب والإهانة وتحمّل كل ذلك الامر الذي يعجز عنه الحمار نفسه!!.

  بعد إنجلاء غبار المعركة تم حساب خسائر الطرفين فكانت كالآتي :

بالنسبة للنائم : (زوركَة) العين اليمنى. ورم كبير في شعر الحاجبين والسكسوكة. كسر النفسية. تحطيم الكرامة.

اما النائبة : جرح غائر في المشاعر. حرق شديد في الاعصاب. تحطيم المزاج. قطع الحبال الصوتية.. وحبال الملابس.

والاخرون تراوحت اصاباتهم ما بين الكدمات والرضّ والعضّ وللاسف لم تنتهِ بكسر العين !!!.  فإضربوا (آل إنهيّب).. اضربوا بعضكم بعضا وقتما شئتم.. أينما شئتم.. كيفما شئتم. لا شُلت يمينكم ولا يساركم.. ولا اقدامكم ولا رؤوسكم. آملين أن يكون القادم افضل واقوى. فوالله قد افرحتمونا واسعدتمونا وونسّتمونا وفرفشتمــــونا يوما بعد ان فرفحــــتمونا دهراً !!!. (يتبع في الجزء الثاني من المعركة.. ووطيسها)