صامتاً أهذي بالنسيان

 

1

عام سعيد بالنسيان- بالزمن الذي ألغى الاحتكام بالتذكر يوم جنّ العاشق في وهمه، ولقّنه الغراب كل العذاب أعترف حين ارتكبت تسلّق المسلّة، متذكراً “هابيل” حين قلّب التراب على الجراح كتمت صراخي في برودة السلاسل وفي طالعي صرخة “قابيل” فأخفيت في شوارع قلبي، أفراح العيد لزمن آتٍ يؤول الحقيقة في النسيان وفي النسيان أنمو كعوسجة في درب الفجر. سيأتي الطوفان في مآتم جديدة، لأني رأيت “انكيدو” يصيد الفراغ، ويدافع عن فراشة الروح كي يقول للنادل: مزيداً من الحزن على طاولة الزمن!. فأفقت من دهشتي، وأحرقت سفني كأن “البحار” أحرق غرائز الأبوة على أجنحة الحمام وغرق في الحنين.

2

عام سعيد يا تفاحة قلبي – أشيّد في درب النمل خرائبي أبني أطلال “بابل” لنزوحي لديار أجهل مقابرها.. أحيّي قططها الفاتنةO وأشعل بخوري في حدائقها على مذابح صمتي المزمن لماذا تشاكسين قداسي وتجعلين صمتي تراتيل الغائب المنسي؟ كنت أهرب منك إليك- والمساءات شاحبة في طريق الحصى والذكريات ثقوب سوداء، كأنها جرائم ملونة تعلن بداية، للآتي من مشرق الفؤاد دليلا، ليس لي سوى النسيان يزحف بجيوشه المهيبة وفي كفّ “كلكامش” صورة لسيدة الأرض وإكسيرها الذي ذاب في أوهام الخراتيت والديناصورات الرثّة إذن سأقبض على نسياني متلبّساً برائحة الهذيان.