أقدم وثيقة لحقوق الإنسان |
منذ إن ولد الإنسان ولدت معه حقوقه ، ولكن الوعي بهذه الحقوق والاعتراف والتمتع بها اخذ مسيرة طويلة في التاريخ البشري وستبقى حقوق الانسان مستمرة طالما وجد الانسان على هذه الأرض . وكانت مسيرة حقوق الانسان في تاريخ البشرية حققت مكاسب كبيرة ويعود الفضل في ذلك إلى نضال الإفراد والشعوب عبر التاريخ ضد الظلم والطغيان والدفاع عن هذه الحقوق المشروعة ، ولقد ساهمت الشرائع السماوية والحضارات القديمة في وضع بذور مسيرة حقوق الانسان منذ زمن بعيد فكل الشرائع السماوية أولت الانسان وحقوقه الاهتمام الأول . وتعرف حقوق الإنسان (( هي تلك الحقوق اللصيقة بالإنسان والمستمدة من تكريم الله تعالى له وتفضيله على سائر مخلوقاته والتي تبلورت عبر تراكم تاريخي من خلال الشرائع والأعراف والقوانين الداخلية والدولية وعليها تبنى حقوق الجماعات الإنسانية في مستوياتها المختلفة شعوباً وأمماً ودولاً )). تعتبر حضارة وادي الرافدين أقدم الحضارات البشرية وأولها اهتماماً بحقوق الانسان، أقدم وثيقة لحقوق الانسان كانت سومرية ، إن القانون والعدالة والحرية كانت من أساسيات الفكر العراقي القديم ومنذ بدء التدوين في الإلف الثالث قبل الميلاد ، وكان العراقيون في مختلف عصورهم التاريخية ، سومرية كانت أم اكدية ، بابلية أو أشورية يطالبون عاهلهم دوماً ، باعتباره نائباً للإله ، بوضع قواعد وتطبيق إجراءات تضمن للجميع الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة ، وان كلمة حرية (أماركي) قد وردت في نص سومري لاقدم وثيقة عرفها العالم القديم تشير صراحة إلى أهمية حقوق الانسان وتأكيدها على حريته وبرفضها كل ما يناقض ذلك … فقد عثرت بعثة تنقيب فرنسية كانت تعمل على إطلال مدينة لكش في قضاء الشطرة (جنوب العراق) في عام 1878 على مخروط طيني مدون باللغة السومرية والخط المسماري يضم عدداً من الإصلاحات الاجتماعية التي وضعها العاهل السومري اورو كاجينا (2371-2317 ق.م) وقد ورد نص في متن هذه الوثيقة يشير إلى إن ” بيت الفقير صار بجوار بيت الغني ” دلالة على رغبة ” اورو كاجينا ” في تحقيق المساواة في مجتمع دولة مدينته … وقد قام بالفعل بوضع القوانين التي توفر للشعب الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة . وكذلك توجد في شريعة اورنمو وشريعة حمورابي عدد من المواد القانونية التي تعالج حقوق الانسان. ولقد كان لظهور الاسلام الفضل الكبير في القضاء على الظلم وسلطان الكهنة وشعوذتهم ، فقد جاءت الشريعة الاسلامية بإحكام تنظم مختلف شؤون الحياة ، وتحقق السعادة للبشر ، وتعمل على بناء مجتمع قائم على التضامن والمساواة بين جميع ابناء الانسانية ، فالإنسان في الاسلام هو اكرم مخلوقات الله ، اذ اختاره الله ليكون خليفة في الارض فسخر له ما في السماوات والأرض ، واختصه الله بمنزلة عظيمة ، ومكانة مرموقة فهو المخلوق الوحيد الذي نفخ الله فيه من روحه ، كما كرم الله الانسان بإرسال الرسل والأنبياء لترشده الى طريق السعادة في الدنيا والآخرة .كان القران الكريم هو الاسبق في تقرير حقوق الانسان التي تنادي بها الحضارات اليوم ، وهو اكثر احتراماً وعدلاً ، فقد قدم الاسلام لائحة تفصيلية رائعة عن حقوق الانسان وكان ينظر نظرة مبدئية الى الوحدة الانسانية واقامت حضارة انسانية مرتكزة على هذه النظرية . لقد تميزت حقوق الانسان في الاسلام بميزات تختلف عما جاء في النظم الوضعية فهي منح الهيه ، وهي ليست منحة من ملك او حاكم او قرار من سلطة محلية او سلطة دولية. |