الإرهاب وتأثير الدعاية الغربية |
منذ فجر التأريخ… وعلى مدى العصور. وخاصة بعد تجمع وتكون المجتمعات البشرية على شكل عوائل وقبائل ومن ثم بروز أنظمة عائلية وعشائرية بسيطة بالفطرة يتحكمون فيها من الذكور الأقوياء، واستمرت هذه الأنظمة تتطور مع تطور الحياة وحاجة الإنسان مع تطور الزمن والتأريخ إلى قيام و ولادة الحكومات وتكون الدول وإنشاء الإمبراطوريات من رحم وضم هذه المجتمعات والشعوب من هنا وهناك بعضها لبعض. وذلك نتيجة بروز وصعود القادة الأقوياء من المقاتلين والسياسيين، وأطماعهم وحب السيطرة، قاموا بالإغارة وشن الغزوات على شعوب ودول وإعلان الحروب عليها وفق قانون الغاب (القوي يأكل الضعيف) وفق هذه القاعدة والقوانين الجائرة التي سنها المستعمر المحتل وفق أهواءه ومصالحه، والمخالفة لكل قوانين السماء والأرض وبحقوق الإنسان الاجتماعية والشرعية كـ (بشر) التي كفلها الله سبحانه وتعالى، وقد أعطاها (هبة) لخلقه. …(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) وقد مارس الطغاة، كل الطغاة في التأريخ القديم وفي التأريخ الحديث المعاصر، كل أنواع الظلم والقهر والتعذيب.. والإرهاب والتشريد والتهميش والنفي والاغتصاب والتصفيات الجسدية والنهب والسلب والقتل الفردي والجماعي، حتى وصل حد المجازر البشرية التي يندى لها جبين الإنسانية. نعم لقد حكموا بهذا المنطق الإجرامي المفلوج الذي ينعكس على شعوبهم وشعوب العالم الآخر، وذلك دون وازع أو خوف من الله ودين أو ضمير… ضاربين بالقيم والمبادئ الإنسانية عرض الحائط، مستهترين بقيم وحق الشعوب في حياة وعيش رغيد كريم… ناكرين حق الشعوب والإنسانية جمعاء من أن تناضل وتجاهد مطالبة من اجل نيل حقوقها الإنسانية في الحياة ضد كل أشكال القهر والظلم والاضطهاد القسري والهيمنة المقيتة وأساليب الاحتلال البغيضة واستعباد البشر لأخيه البشر أي كان شكله أو لونه. مسيرة التاريخ وبذلك قامت كثير من الثورات والانتفاضات والعصيان والحروب والصراعات هنا وهناك وعلى مدى مسيرة التأريخ والعصور، ومازالت نيرانها تندلع وتزداد قوة وعنفا. وقد أخذت تلك الأحداث التي حدثت ومازالت تحدث الكثير من التسميات والمصطلحات أمثال: (الثورة…الثورة المضادة…العصيان…التمرد…وثبات… انتفاضات…عصابات مسلحة) وغيرها.. وغيرها.. والخ.. ومن ثم ظهر وطغى على كل المسميات في الساحة السياسية العالمية مصطلح جديد هز مضاجع العالم برمته.. وقد اخذ مساحة واسعة وصدى كبيرا ومخيفا… مرعبا لعقول الساسة وخاصة كبار المحترفين منهم، وقد انطلق هذا المارد الجبار من (قمقمه) بقرار إرهابي من مركز الإرهاب والتآمر وصناع القرار في البيت الأبيض (الولايات الأمريكية المتحدة) وتبعتها التابع بريطانيا وأوربا، وذلك في الربع الأول من القرن العشرين وخاصة عند الحرب العالمية الأولى وما تبعها من نتائج لسياسات القهر والاضطهاد والحكم بالنار والحديد. فقامت واندلعت الحركات (الفوضوية) وخاصة في روسيا القيصرية، وتبعتها حركات فوضوية وأخرى دينية وبعدها طلابية، واضرابات وانتفاضات عمالية ونقابية… وغيرها من الحركات التي كانت تندلع ثم تخمد نتيجة للقمع الوحشي التي كانت تعامل بها من قبل الأنظمة الدكتاتورية المكارثية القمعية.. وخاصة في (أميركا) زعيمة ما تسمى بالعالم الحر وزعيمته عندما قمعت تظاهرات العمال في الاول من أيار وأعدمت قادة نقابتهم بتهم ملفقة في مدينة (شيكاغو) وبعد ذلك أصبح عيدا للعمال العالمي منذ اعتراف القضاة ببراءة القادة العمال بعد حين. واستمرت الحركات في بريطانيا وايرلندا الشمالية وشيكاغو وايطاليا (نابولي) ومعظم دول (أوربا)، وقد سرت عدوى (ومودة) هذه الحركات لأكثر بقاع العالم، وقد تبعتها كثير من الحركات والتجمعات والأحزاب السياسية والدينية وغيرها في الوطن العربي والإسلامي، وذلك كطريق جهادي نضالي في سياستها، مما جعل تبني هذه السياسات الحمقاء الخاطئة أن تقوض وتنهي وجودها، ولكن بعد أن قدمت الكثير من خيرة رجالاتها ضحايا وقربانا لسلوك سياستها الطائشة. …حتى.. حدث ما حدث يوم (11/سبتمبر/أيلول) الأسود.. المشؤوم.. بولادة الوحش الغول المخيف ألا هو … (الإرهاب.. الإرهاب.. الإرهاب) الذي نسجته وصنعته (أميركا) وأجهزتها الإستخبارية (سي.آي.أي) وأطلقته من سجنه في (أفغان ستان)، أطلقته زعيمة العالم الحر (امريكا ) عدوة الشعوب متخذة منه حجة (وحصان طروادة) لتحقيق مآربها في الهيمنة واستعباد الشعوب تحت شعار مكافحة (الإرهاب) وضد كل من يقف أو يعارض سياستها الاستعمارية، وهيمنتها الإرهابية بعد أن جندت كل إمكانيتها الإعلامية وماكنتها الدعائية وتجنيد عملائها ومحاربة وإزالة كل من يقف في طريقها.. باسم مكافحة الإرهاب، وقد تبنت هذه السياسة خاصة بعد انهيار (الاتحاد السوفياتي) والمعسكر الاشتراكي وتبني سياسة القطب الواحد في التحكم بمصير البشرية والعالم. لقد سرى موضوع مكافحة الإرهاب كسريان النار في الهشيم، حتى أصبح الشغل الشاغل، وجزء كبير من توجهات أركان السياسة الأميركية والبريطانية والأوربية ومنضريهم وخاصة في عهد (جورج بوش) و(بلير). يلوحون بالإرهاب ويخوفون ويتهمون كل من يقف موقف إلا مؤيد (للعبتهم -المسرحية – القذرة) – (الإرهاب – القاعدة – النصرة – داعش) والله أعلم ماذا ستلد الأيام المقبلة ما بعد (داعش) الإرهابي، من (رحم) الأمريكان لتحقيق مصالحهم ومطامعهم وخاصة بـ(العراق) والمنطقة العربية والإسلامية عامة، وذلك ضرب الشعب بالشعب. سياسة التهويل نتيجة لسياسة التهويل والمبالغة في قوة الإرهاب والإرهابيين التي حولتها وضخمتها الدعاية الغربية والأمريكية لغاية في نفس المحتلين الخبثاء، حتى غدا أسم ومصطلح (الإرهاب) ومكافحته جريمة مخيفة وسمة مرعبة في حياتنا اليومية، فانعكس هذا السلوك الغريب على معظم سياسات واتجاهات حكام وأنظمة المنطقة وشعوبها، مما أثر تأثيراً سلبياً كبيراً على فقدان الأمن والأمان وعلى قلق وفوضى وعدم الاستقرار في الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والصحية والخدمية… نتيجة للأعمال الإرهابية الدموية الإجرامية التي انتشرت في كل أركان البلاد.. لتأكل الأخضر واليابس… من البشر وتحصد الأرواح بالجملة، وخاصة بعد أن مهد (للإرهاب الداعشي) المجرم باحتلال ثلث بلدنا الغالي (نينوى – الأنبار -صلاح الدين) وجزء من ديالى وكركوك بتواطؤ الخونة من بعض المسؤولين السياسيين والعسكريين.اخذ الإرهاب يخرب ويهدم دون رادع من دين أو أخلاق أو ضمير… وتحول الإرهاب والإرهابيين (وباء) لا دواء له، ولا يوجد له حتى تعريف أو مفهوم لغوي أو تعريف قانوني، وقد عجز حتى فقهاء القانون الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها الدولية والإنسانية جمعيات حقوق الإنسان والصليب الأحمر، ليس لديهم أي تعريف قانوني عليه إجماع للإرهاب حتى الآن؟؟!! لقد أصبح كل واحد من الحكام والسياسيين أصحاب القرار وكذلك الدول والمنظمات والمؤسسات والإعلام، كل واحد منهم يفسر (الإرهاب) حسب مفهومه للإرهاب وحسب قناعته ومصالحه بالاتجاه الذي يخدم قضيته ومصالحه. … و إن كل ما حدث ويحدث من إرهاب، وأعمال إرهابية.. هي مسرحية متعددة الفصول من تأليف وسيناريو وإخراج الامبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، نتيجة لتضارب وصراع المصالح السياسية والاقتصادية، وأطماعها في المنطقة العربية عامة وفي العراق خاصة، وبالخصوص من اجل شريان الحياة بالنسبة لهم (النفط) والسيطرة على مياه (الخليج) الدافئة الإستراتيجي وحماية ربيبتهم (إسرائيل) وحماية أنظمة عملائهم من الحكام وغيرهم من الخونة في المنطقة. …لقد أنجبت (امريكا) (توأما) وأطلقتهما في المنطقة ليعيثا ويفسدان في الأرض وهما (إسرائيل) اللقيطة والإرهاب (داعش) المجرم، هذان المرض السرطاني الخبيث الذي لم ولن نقضي عليه ويموت إلا بطرد وكنس المحتلين وأذنابهم من الأقزام وتطهير أرضنا الغالية وشعبنا العظيم، ومقدساتنا.. وأضرحتنا الطاهرة المقدسة من أدرانهم، وأدران جرائم الإرهاب والإرهابيين وهذا لا يتم إلا بالمقاومة الوطنية الشريفة.. وقوة إيماننا بوحدتنا الوطنية.. وتآخينا بنكران ذات.. وبجهادنا بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى، لدحر وهزيمة أعداء الله وأعدائنا وأعداء الشعوب والإنسانية من جميع المحتلين الغاصبين وقاعدتهم الإرهابية والإرهابيين ومن لف لفهم من الخونة العملاء الذين ماتت ضمائرهم والله هو الناصر العظيم. |