افول امة

ارنولد توينبي مؤرخ وفيلسوف انكليزي اهتم بدراسة التاريخ والحضارات أشهر مؤلفاته (مختصر كتابة التاريخ ) الذي يعتبر من أهم الكتب في فهم حركة التاريخ ودراسة الحضارات البالغ عددها واحد وعشرين حضارة كما فصلها في مؤلفاتة .له رؤيه ايضا في نشوء الامم وقيام الحضارات ،حيث قدم كيفيه تعاطي الحضارات مع ما تمر به من محن واضطرابات. اذ تتعاطى حضارة بصورة ايجابية مع ما تمر به من انهيار او انكسار وتستمر وتتقدم وحضارات اخرى على العكس تماماً تنكفى وتتقهقرثم تنهار . يعطي  توينبي ابرز العوامل التي تؤدي الى اضمحلال الامم او الحضارات. اذ يكون في مقدمتها ان افراد هذه الامة لا يدركون بأن أمتهم تتعرض للاضمحلال والانهيار وعدم وعيهم بذلك  ولايدركون ذلك إلا بعد فوات الاوان .حيث تبدأ عملية الانهيار من الاسفل اي الطبقة السفلى لانها تكون الاقرب والاكثر تأثرا باي عملية انهياروخراب اما الطبقة العليا محصنة واخر من يتضرر من اي انهيار او تغير يحدث .اذا يتحول المجتمع الى فئة متسلطة حاكمة وفئه محكومة مقهورة حيث تقوم الفئة المتسلطة باستخدام كل الوسائل من اجل السيطرة على الفئة المغلوبة، واقوى اداة للسيطرة هي الدين .من خلال تقريب طبقه رجال الدين والاتيان بالفتوى من اجل تبرير سلطتهم وسلبهم لحقوق الفقراء، ومن يخرج عليهم كمن يخرج على الله .والاسؤء هو تحول المؤسسات الاجتماعية الى مؤسسات جامدة ميته مهتمها المحافظة على القديم وعدم القبول بأي مرونة والنظر لكل متغير او جديد بمنظار قديم ومحاربه اي محاولة لنقد واعادة فهم القديم والتفاعل مع كل ما هو حديث بل تتحول قضية المحافظة على التراث والقديم امر مقدس والخروج علية كفر وزندقة ثم مواجهه اي روح للابداع والرقي خارج المنظومة الدينيه وتكفيرها مما يؤدي الى انقسام المجتمع  لفئة تدعو للحداثة وفئة تدعوا للعودة للماضي والتشبث بالتراث والتاكيد على اعطاء دور كبير للمؤسسة الدينية بكل مفاصل الحياة .ثم تصبح المحافظة على المظاهر الشكلية واعطاها طابع القداسه امرحيوي ومهم حيث يفقد المجتمع بسبب تمسكه بالشكليات النمو والازدهار ويندثر منكفى على تراثياته وماضيه كما تصل النزعه الشكلية الى التحكم بسلوك الافراد واعتبار ما كان سبب بالازدهار والرقي يجب ان يتم المحافظة علية وتمسك الافراد به ،واي خروج عنه هو خروج عن المقدس.حيث الاهتمام بالتمسك بحرفية النصوص او ما تسمى صنمية النصوص حيث لا خروج ولا فهم ولا اي معاملة تتم الى من خلال النص والعودة اليه واختصار فهم النص وتاؤيلة بطائفة او فئة معينة يحتكم اليها الفرد بحياته ثم تؤدي هذه العوامل الى حالة من الانغلاق على الذات وخلق عالم خاص به بعيدا عما يحيط به والابتعاد عن كل احتكاك ثقافي او معرفي مع اي مجتمع اخر .ثم بروز نزعه تمجيد ذات زائلة من خلال اعتبار مجتمعه افضل المجتمعات وافكارة وحياة هي الافضل بالنسبة للشعوب والامم الاخرى ثم اقصاء اي فكر اخر لا ينسجم مع الفكر الذي يحملة هذا المجتمع وتكفيره او ازالتة  .والاغرب ان ما نعيشة الان من الشعور بالخطيئة كما يعبر عنه توينبي حيث يعتبره عامل كبيرومهم في تحلل الحضارات والامم ذلك الشعور العالي لدى الفرد بالخطيئة وانه مذنب وعاصي ويستحق مايمر به وان كل ما يعيشه هو قدر مقدر له حيث تتخذ جماعات الارهاب الديني الان منه ذريعه لقتل الناس وتكفير المجتمعات بدعوا انها مجتمعات فاسده ويجب محاربتها .وأخر ما يشعر به المجتمع هو بعده عن الفضيله واعتبرها علاقة مع شي في الماضي لا يفهمة لذلك يلجى الى التمسك بلشكليات واعتبارها قارب النجاة الذي يجب عليهم التمسك به ويغيب البعد الحقيقي للفضيلة داخل هذا المجتمع حيث تذوب داخله كل العلاقات الانسانية النبيلة ويصبح مجتمع يمتلك معايير لا تنسجم مع حقيقة ما ينادي به هذا المجتمع .تونيبي قدم صوره لامم افله وحضارات اندثرت الغريب ان كل ما قدمه يتكرر بعد كل محنه تمر بها الامم والشعوب والوقوف على عوامل الانهيار وتجاوزها هو السبيل للنهوض من هذا الخراب الذي نعيشه .
ومضة:الحضارة تموت بالانتحار لا بالقتل. أرنولد توينبي