أمريكا جَمَّعت أعداء العراق حكاماً له !!

لايشك أحد في أن أمريكا ومن خلال تأريخها الماضي والحاضر تعمل على مصالحها التي تعتمد بالأساس على استغلال الشعوب ونهب ثرواتها والبطش بها مستخدمة شعارات بَرّاقة كالحرية والديمقراطية كما لايشك أحد أن سذاجة الشعوب جعلتها تثق بأمريكا لينالها استحقاقها من القتل والترويع والتنكيل . وهذا ما حدث مع الشعب العراقي حين جائت أمريكا غازية للعراق بحجة تحريره من نظام دكتاتوري .
الكثير من المراقبين يتذكرون دور أمريكا في سبعينيات القرن الماضي في قمع الأخوة الأكراد حين اتفقت مع شاه ايران وصدام لأنهاء حركتهم وحينها كان الملا مصطفى البارزاني قد اعترف بهذا وقال على فراش الموت للمقربين منه ( لاتثقوا بأمريكا فهي عدو الشعوب ) في اشارة لما فعلته بالحركة الكردية .
منذ أكثر من سنتين وأنا اقول للعراقيين عليكم بمقاضاة أمريكا في المحافل الدولية لأنها هي سبب كل كوارث العراق . فهي التي جائت بأحزاب كانت معادية للعراق لتسلمها السلطة بعد أن قامت هي بعمليات قتل منظم للآلاف من العراقيين الأبرياء بعد أن حَلَّت الجيش بقرار من زجلها في العراق المجرم بول بريمر والذي تشهد مرحلة حكمة في العراق على وحشية امريكا وفعلها الأجرامي الواضح .
أمريكا مارست الخديعة مع المجتمع الدولي ومع العراقيين فهي غزت العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل ولم تتمكن من تقديم دليل حقيقي على أمتلاك العراق لذلك السلاح . وأدعت على أنها جائت بالديمقراطية لكن الحقيقة انها جائت بالمجرمين والقتلة وكتبت لهم دستور يسمح لهم بسرقة اموال العراق وتمزيق وحدته وما كان من الأحزاب التي جائت بها ومعها ألا تطبيق البرنامج الأمريكي في المحاصصة والطائفية وعمليات النهب المنظم لخيرات العراق حتى اذا وصلنا اليوم وقد أصبح العراق مفلساً ويعيش حالة من الفوضى .
بدأت تلك الأحزاب جرائمها من خلال استهداف العلماء وكانت لديها قوائم بأسمائهم فتم تصفية الكثير منهم بينما تمكن البعض من الهجرة للتخلص من تلك الجرائم وبموازات تلك العمليات الأجرامية كانت هنالك عمليات أخرى أستهدفت قيادات وخبرات عسكرية كان لها دور في حرب الثمان سنوات مع ايران وخاصة الطيارون وكل من شارك في تلك الحرب تم استهدافه وتصفية الكثير منهم . وقد عمدت أمريكا المجرمة الى التعاون مع المجرمين في تنفيذ تلك الجرائم لأنها تعرف أن أمن اسرائيل لايمكن أن يتحقق أِلا الى تحول العراق الى بلد ضعيف مقسم وقد ساعدها في ذلك الأحزاب العميلة التي جائت على انها معارضة لصدام ونظامه لكنها أنكشفت بسرعة من خلال أعمالها المعادية للشعب العراقي .
أمريكا تعاملت مع العراق بشكل متطرف فهي جائت بأحزاب مصنوعة في ايران التي دخلت في حرب طاحنة أمتدت لثمانية أعوام وبالنتيجة فأن لأيران ثأر هزيمتها في تلك الحري ويبقى هدقها الوحيد هو عدم أستقرار العراق وتحويله الى حديقة خلفية لها بفعل رجالاتها في تلك الأحزاب والأستفادة من السوق العراقية بعد أن توقفت عجلة الصناعة والزراعة وغيرها من القطاعات وليتحول العراق الى بلد ريعي مستهلك حتى وصلنا الى العام 2016 والعراق لايستطيع تأمين رواتب الموظفين .
معروف تماماً أن أمريكا هي عدوة الشعوب وهي كذلك أكثر عداء للشعب العراقي حين جائت بكل لصوص الأرض ليحكموه وأحالوه الى ركام حقيقي وساحة للصراعات الأقليمية والمواطن العراقي اليوم يتحسر على سنوات حكم الدكتاتورية رغم قساوتها لكنه تيقن من فرط ماحل به من قتل وتهجير وقمع وتخلف تيقن أن الدكتاتورية كانت تعتمد على حاكم واحد يتصرف بتطرف ولكن اليوم في العراق أكثر من دكتاتور وأكثر من متطرف وعندما طفح الكير وخرج الشارع العراقي محتجاً يتظاهر ويعتصم مطالباً بالتغيير عادت أمريكا بكل أجرامها مرة أخرى لتقف بوجه أحتجاجات الشارع العراقي وهي تصر على أن يبقى أعداء العراق هم من يحكمه وهي أشارة واضحة على أن كل أموال العراق التي نهبت كانت بعلم وموافقة أمريكا وأن جزء كبير من تلك الأموال موجودة في بنوكها وأن حكم عادل مدني ورشيد في العراق لايخدمها لأنه سيجعل الأستقرار في المنطقة حقيقة ومعروف أن عراقاً قوياً مستقراً يعني أستقراراً واضحاً للمنطقة وهذا ما لايعجب أمريكا . العراقيون اليوم لايمكن لهم أن ينسوا سجون أمريكا في العراق ولايمكن لهم أن ينسوا مافعلت أمريكا في سجن أبو غريب كما لاننسى الذي صفقوا لأمريكا من العراقيين بحكم سذاجتهم على انها ستأتي لهم بالحياة الكريمة وهؤلاء ليسوا بالعدد القليل فقد كانوا يشكلون ثقلاً جعل من بريمر المجرم يجول بين المحافظات العراقية وكأنه في بلده وتلك خطيئة كبرى وقعت فيها بعض العشائر العراقية !
اليوم مطلوب من الشعب العراقي أِذا اراد أن يتخلص من الظلم عليه ان يتوجه لمواجهة أمريكا سلمياً من خلال القضاء الدولي ومن خلال المنظمات الأنسانية العالمية من أجل كشف جرائمها في العراق وأصرارها عل أبقاء أعداء العراق كحكام له وفي حال عدم تحرك العراقيين دولياً لمقاضاة أمريكا فأن العراق سيكون في حكم الماضي لن تقوم له قائمة …..