نشرت قبل فترة قصيرة موسوعة الغد برس تحقيقا صحفيا عنوانه ( بالصور مؤسسة إسلامية في بغداد تروج علنا لزواج المتعة ) في عددها الصادر يوم 10نيسان 2016 وتضمن تحقيق الغد صور لكادر المؤسسة وموقعها على وسائل التواصل الاجتماعي كما تضمن قوائم أسماء السيدات العراقيات الراغبات بهذا النوع من الزواج كما أشار التحقيق واستنادا إلى موقع المؤسسة على الفيس بوك بامتلاك المؤسسة 14 فندق في محافظات العراق المختلفة و 14 مكتب عقود زواج مختلفة بالإضافة إلى وجود 6 فنادق في بغداد تتبع للمؤسسة وثلاثة مكاتب زواج متعة كما إن للمؤسسة فروع في مختلف البلدان ومكتبها الرئيس في إيران ( مشهد ) وأشارت مديرة إعلام المؤسسة بان نسبة الإقبال على الزواج يوميا تصل إلى 300 شخص تقريبا . ولك سيدي القارئ أن تتصور حجم الكارثة التي يعيشها مجتمعنا العراقي فالجماعة ( الإسلام السياسي ) لم يكتفوا بسرقة أموال العباد وتدمير البلاد وإنما توجهوا إلى تفكيك المجتمع العراقي باستهداف نساءه وشبابه ولعبوا بعقولهم ليستسهلوا الرذيلة ويتعاملوا بها وأقنعوهم أنها حلال زلال مثل دم الغزال , ولكم سادتي أن تتصورا حجم الكارثة التي ستحل بالمجتمع وشبابه ول كان تتخيلوا مقدار العهر الذي سيتم ممارسته تحت غطاء شرعي وإطار قانوني محمي من قبل المؤسسات الدينية التي دمرت الأرض والعباد , فكم طالبة جامعة تعشق زميلها سينتهك عرضها باسم زواج المتعة وكم مطلقة وأرملة سيعبث بعرضها سواق الكيات باسم زواج المتعة أثناء الزيارات الدينية , وكم حرة تمسك نفسها وتمنعها من الرذيلة ستستسهل الزنا باسم الشرع والدين , ومن هنا صار لزاما على الجميع التصدي لهذه الأفكار الدخيلة التي ستفكك المجتمع وتدمر الأجيال , وصار واجب على كل صاحب غيرة أن يتصدى لنظريات ( الكوادة ) التي ستأكل كل شيء في المجتمع إذا كَتب لها الانتشار في المجتمع .
المتعة كلمة عربية أعطيت لها معاني كثيرة منها الشيء الذي يؤمن أرباح ولكن لفترة قصيرة , الانتفاع من شيء , الاستمتاع , اللذة , الإشباع , وجذر كلمة متعة هو متاع والتي تعني البضائع والسلع وفي حالة الزواج تعرف المتعة على إنها موافقة الرجل على إعطاء المرأة شيئا لمدة محدودة مقابل خدماتها الجنسية .
يٌعرف فقهاء الإسلام إن الزواج هو عقد بيع فالعلامة الحلي قي كتابه شرائع الإسلام يقول ( النكاح عقد ملكية لاستعمال الفرج ) فالزواج يقوم على شراء عضو المرأة التناسلي وبالتالي فإن زوجها يشتريها أو يتملكها وهنا يكون الثمن أو العنصر البنيوي الأكثر أهمية في عملية الشراء هو المهر . والسؤال هنا إذا كان الزواج من وجهة النظر الفقهية عقد بيع فان زواج المتعة عقد إيجار ونستطيع أن نتلمس ذلك من القول المنسوب للإمام الصادق مؤسس المذهب الجعفري والوارد في الكليني طبعة 1958 المجلد الخامس صفحة 409 ( سُئل الإمام الصادق إذا كان يحق للرجل عقد زواج متعة مع المرأة نفسها أكثر من ثلاث مرات وهو العدد المسموح به لعقد زواج دائم فيروى انه أجاب : نعم يجوز الزواج منها كلما رغب الرجل في ذلك لأنها ليست مثل المرأة الحرة فهي مستأجرة ووضعها مثل الإماء ) , وعقد الإيجار في الشرع الإسلامي هو مبادلة لحق الانتفاع من شيء معين مقابل ثمن محدد , أما في عقود البيع فيتم تبادل السلعة نفسها
في حين انه في حالة التأجير فإن ما يتم تبادله هو حق الانتفاع من السلعة وهو ما يحدث في زواج المتعة وهنا نستطيع أن نطلق على زواج المتعة عقود إيجار للجهاز الجنسي للمرأة وهو هنا لا يختلف عن الدعارة في شيء .
الغريب في الأمر إن الفقه الشيعي حد من سلطة ولي أمر المرأة المطلقة أو الأرملة في قضية زواج المتعة فهاهو الطوسي في كتابه طبعة 1964 صفحة 474 والعلامة الحلي في كتابه المختصر النافع صفحة 221 يقولون : ( تتمتع المطلقات والأرامل باستقلالية أكبر وباستطاعتهن التفاوض بأنفسهن لعقد زيجات متعددة ) بعكس العذراء التي تحتاج لموافقة ولي أمرها لعقد الزواج المؤقت , ولك سيدي الكريم أن تتصور حجم الكارثة التي ستحل بالمطلقات والأرامل التي معظمهن أمهات فإذا صلحت الأم صلح المجتمع وإذا فسدت الأم فسد المجتمع وهنا مكمن الخطورة لان الأجيال سيتم تدميرها بسبب المتعة .
المرأة المطلقة أو الأرملة تعاني بالأعم الأغلب من عدم الاستقرار بعد الإحساس بالاستقلال الذاتي والتخلص من سلطة الرجل المتحكم ونتيجة لذلك ينشأ لديهن شعور بانعدام الأمان والتخبط ولهذا وللحاجات الطبيعية ( الجنس ) يقدمن على إقامة علاقات غامضة ذروتها الزواج المؤقت الذي يجعل المرأة تشعر بالأمان والطمأنينة من كونها لم ترتكب معصية حينما تؤجر فرجها وفق هذا النوع من العقود بل على العكس تتصور أنها بهذا الفعل تتقرب إلى الله وتعمل صالحا حسب الأحاديث المنسوبة للائمة الأطهار من أهل بيت النبي المختار والتي يرويها رجال الدين والتي تصل إلى درجة أن كل قطرة ماء تسقط من غسل الجنابة الناتجة من زواج المتعة يظهر معها مَلك يسبح الله سبعين ألف تسبيحه ثوابها للمتمتع والمتمتعة .
يعتبر زواج المتعة ممارسة فارسية قديمة كانت سائدة قبل الإسلام حيث يقول دو لوري في كتاب غرائب بلاد فارس صفحة 129 : يعتبر زواج المتعة مؤسسة فارسية قديمة وفقا للأسطورة المتداولة فان رستم ( هرقل بلاد فارس ) عقد أول زواج مؤقت مع تامينه ابنة الملك سامانغام وكان نتيجة هذا الزواج ابن اشتهر في ما بعد اسمه ( زهراب ) . كما يرى بنجامين إن زواج المتعة ذو أصل زرادشتي كما انه يتشابه مع أنواع الزواج التي كانت منتشرة في جزيرة العرب قبل الإسلام ( نكاح الاستبضاع ) . كما وان بعض المؤرخين يُرجعون زواج المتعة إلى أصل روماني وبعضهم يُرجعه إلى التلمود ( حيث إن هذا النوع من الزواج كان شائعا بين اليهود في بابل حسب باتي PATAI ) .
يقول مطهري 1981 صفحة 52 : إن زواج المتعة من ألمع القوانين الإسلامية التي وضعت لخير البشر والمجتمعات الإنسانية وهنا نود أن نسأل الفقيه الإسلامي وخصوصا إن الفقهاء يتشدقون بان الإسلام كرم المرأة وأعطاها حقوقها وحفظ كرامتها , نسأل ونقول : ما الفرق بين استئجار حيوان للانتفاع منه ( مثل حصان للنقل ) أو حمار يجر عربة وبين امرأة يتم عقد زواج متعة عليها لأنها وفق هذا الزواج مستأجرة حسب العلامة الحلي في كتاب شرائع الإسلام صفحة 509 . ثم نريد أن نسأل لماذا لا يوجد طلاق في زواج المتعة ولماذا عدة المتمتعة ( صيغية رو بالفارسية ) 45 يوم أو دورتين طمث للمرأة ذات الطمث المنتظم في حين إن عدة المطلقة أو الأرملة ثلاثة أشهر وعشرة أيام ولماذا كل هذه الفرو قات بين تفاصيله وتفاصيل الزواج الاعتيادي الذي نعرفه . ثم لماذا يتم بسرية وبالخفاء إذا كان حلالا ولا يسبب المشاكل .
ولماذا لا يسمح الفقيه لأخته أو أمه أو ابنته بممارسة هذا النوع من الزواج ؟؟؟؟( هذا إذا استطعنا أن نطلق عليه اسم زواج ) , ولماذا يتم استهداف الفقراء والمسحوقين والأرامل والمطلقات والمحتاجات بهذه الأفكار والممارسات ؟؟؟؟ وإذا كان فيه الخير الكثير وصلاح الأمة فالا ولى أن تمارسه نساء وعوائل رجال الدين والفقهاء لأنهن اعرف بشرع الخالق وسنة نبيه واقرب إلى الله من بقية الناس ........
أود أن أورد لكم تفسير غريب وساذج لأحد زملاء العمل والذي يؤمن بالمتعة ويروج لها باعتبارها عصمة للإنسان من الوقوع في الخطأ( هذا الذي يتشدق به الفقهاء ورجال الدين ) والذي يمثل وجهة النظر البسيطة والسطحية للموضوع والذي يقول : الدجاجة التي تسمي عليها اسم الله قبل الذبح يصبح أكلها حلال بعد الذبح أما التي لا تسمي عليها اسم الله فأكلها حرام بعد الذبح , وهكذا زواج المتعة متناسيا إن الإنسان ابعد ما يكون عن السلعة أو الدجاجة فالمرأة كائن محترم وهي أصل التطور في المجتمع الإنساني .
من أعظم المؤسسات الاجتماعية التي ساهمت في تطوير حركة المجتمع وتنظيمها هي مؤسسة الزواج وقد حث الإسلام ونبيه على الزواج بدليل الحديث ( الزواج سنتي , فمن لم يتبع سنتي , ليس مني ) , حاله حال الديانات الأخرى التي تقدس الارتباط وتضع القوانين له , ولكن اللعب بهكذا مؤسسة هو كارثة بكل المقاييس وسيؤدي حتما إلى انهيار اللبنات الأساسية والقيم الأخلاقية التي يعتمدها المجتمع العراقي الإسلامي وبالتالي سننقرض أخلاقيا واجتماعيا . الزواج كتنظيم اجتماعي غرضه التناسل والتكاثر وترتيب الأدوار في المجتمع وزواج المتعة غرضه الجنس فقط فما الفرق بين المُتمتع بها وبين العاهر التي تٌعطى أجرها بعد الممارسة الجنسية .
راقني تعليق احد الملالي الإيرانيين ( الملا افشاغار ) والذي يقول : المتعة تشبه منظمة المافيا السرية , الجميع يعرف بوجودها , لكن لا احد يتكلم عنها , أنها مثل النمل الأبيض , لا احد يرى النمل الأبيض , ولكن الجميع يسمعه وهو ينهش الأساسات .
النساء في العالم الحر تقود دول وتصنع المعجزات وتصعد إلى الفضاء وتدور في المجرات وفي مجتمعاتنا ليست أكثر من وعاء يفرغ فيه الرجل شهواته ويمارس من خلالها كل رغباته ونجاساته ويعتبرها ليست أكثر من شيء مستأجر حالها حال حيوان يستأجره يجر عربة الرذيلة.
المرأة أساس تطور المجتمع وهي أم وأخت وزوجة وبنت وهي بالأعم الأغلب عِرض والترويج لهذا النوع من الأفكار ما هو إلا امتهان لكرامتها ونتيجته دمار شامل لكل الأجيال, ثم انه انتهاك لأعراض الناس لذلك ينبغي التصدي لهذا الهراء الأخلاقي ومحاربته للحفاظ على جسم المجتمع وبيضته ( المرأة ) .
يقول فلاسفة التصوف : الجمال في الإنسان هو الأصل بينما القبح فهو دخيل , ومن واجب الجميع تقليل القبح في المجتمع العراقي من خلال نبذ الأفكار والممارسات الشاذة التي تحول الإنسان إلى حيوان يجري وراء غرائزه ويبرر أخطاءه .