كثرة الكلمات ولا موقف واحد

 

 امور كثيرة في حياتنا لا نستطيع ان ننساها تضيئ في دواخلنا الشوق والحنين وتعيد بنا الزمن الى الوراء وعندما نتذكرها نبتسم وتدمع اعيينا في نفس الوقت لايمكن ان ننسى موقفاً نبيلا وفقه صديق او اخ او قريب او غريب يوما ما دافع فيه عن مبدأ وقال قول الحق وصدق في وعده . فالانسان الحقيقي يظهر معدنه في الشدائد وهو الموقف الذي يتخذه في يوم ما بلا كذب ورياء ولانفاق ولا مجاملة فالصداقة موقف والاخوة موقف والحب موقف والصدق موقف والرجولة موقف والانوثة موقف والسياسة موقف والمسوؤلية موقف والتاريخ ليس الا مجموعة من المواقف وماحياتنا الا هذه الذكريات التي يتركها لنا الزمن اما لنذكرها بفخر او ننساها وننسى زيفها الى الابد فكم كلمة يمكن ان نقولها يمكن ان يذكرها الاخرون بعد زمن وكم كلمة نقولها ستذهب الى النسيان ولاتترك لها صدى . كلمات كلمات تقال كثيرا ونسمعها ونصدقها ويكون لها وقع مؤثر في حياتنا وتمر الايام ولايبقى من هذه الكلمات سوى صدى وفي الوقت الذي نبحث فيه عن قائلي هذه الكلمات لانجدهم ولانجد لكلماتهم الرنانة اي معنى وتضاف تلك الكلمات الى قاموس الكلام ذي الاوجه المتعددة ماهي الغاية من كلمات نقولها ولانشعر بمعناها ومن وعود نقطعها ولانستطيع الوفاء بها ومن خزين فياض بالمشاعر نطلق له العنان ليذهب في الهواء ومن اشواق مزيفة تمنحنا شعور خياليا لاعلاقة له بالواقع ؟؟ ما اسهل قول الكلمات ومااصعب تطبيقها !! .في المحصلة سنحصل على وقت ضائع ومشاعر وهمية وقلوب مكسورة وجروح من الصعب ان نداويها اليس من الأفضل لنا ان نكون اكثر صدقا ونوفر على انفسنا الالم ونعيش على ارض الواقع بعيدا عن الخيال ؟

هل تلك الكلمات ستكون دواء لجروحنا هل ستعيد لنا عمراً ضاع في انتظار الحلم ليصبح حقيقة ؟ نحتاج في وقت معين الى اكثر من الكلمات بعد ان صار عندنا اشباع من الكلمات وفراغ من الموقف الذي يجعل لهذه الكلمات معنى وللاسف لانجد هذا الموقف حاضراً وتبقى الكلمات مجرد مشروع قابل للتصديق او التكذيب .