مصيرنا بين المحاصصة والتحزّب |
لاشك بما حصل ويحصل هو نتاج قد ترعرع بين موجتين تعدان من اخر الموجات في تاريخ هذا البلد.نعم ان هناك تاريخا مفعما بالماسي ترك بصمات وربما نعيش او نلمس اثارها في هذا الصراع الدائم وهو صراع فئوي سببه تلك الترسبات .لكن الذي يجري اليوم قد تجاوز كل ذلك ووصل الحال بان الشخص لم يعد يفتخر بانتمائه لبلده ولن يميل لوطنيته بل لحزبه او كتلته او الى اشخاص او اسماء تمارس انواع الافكار من اجل ان يكون الشخص هكذا. وهذا ما نلاحظه اليوم وما تنادي به الالسن وتعترف به كل المعطيات تؤشر عليه كل الدلائل.ومانحن فيه صراع لاينتهي لانه قائم على اساس المصلحة والانا وحب الذات وبعيد اشد البعد عن الاصول الوطنية التي من دونها يكون فعلنا مختلف تماما عن ماهو يجب علينا فعله اليوم وخلال تلك المرحلة المهمة والملتهبة لهذا نجد مايطمح له الشعب ربما بعيد المنال وليس من السهل تحقيقه في هذه الفترة لان كل العناصر هي غير ايجابية وليس لها اي طوح لتحقيق ذلك لان الفئوية والحزبية والمذهبية قد اخذت ماخذها وتغلغلت في نفوس الكثيرين ومن هم اليوم يعتبرون ساسة البلد فلميستطيعون بناء بلد وتلك الافكار هي من تسيرهم وتغلب على تفكيرهم .الكل يريد ان يكون هو القائد الاوحد وهو المتصرف بشؤون البلاد ومن بيده كل شيء والاخرين اقل شأنا وانتماء منه وهذا هو من جر البلاد الى مانحن فيه اليوم … ومن يقول ان الاوضاع ستكون بخير ربما لايحلل الاشياء تحليلا منطقيا ولم يدرك كيف تدور الرحى وما هي الايدي التي وراء ذلك…. لهذا بات التغيير والاصلاح الجذري مسألة ليس من السهل الوصول لها لان الايادي هي نفسها والتفكير هو ضمن نفس الدوائر المغلقة والاستشارة لمن لايعرف معناها. وخير دليل هو مايحدث اليوم في كل حركة من حركاتهم هي بمثابة مؤامرة جديده تحاك من اجل اطماع شخصية فؤية لم تعد قادرة غير فعل اي شيء يخدم مصلحة البلاد ويصب في منحاه.وما يظهر لنا في تلك الايام من صراع هو تحليل لافكار هؤلاء الساسة الذين لايريدون للبلاد ان يتعافى وكذلك لايريدون ان يكفرون من ذنوبهم ويعالجون اخطاءهم فلقد اخذتهم العزة بالاثم فلا يرون ولايسمعون فليس هناك من علاج شاف لذلك الا بانتفاضة عارمة في كل البلاد وبزعامة الشعب لان الشعب هو السلطة ومن بيده القرار بعدما يتخلص من التبعيات الحزبية والامراض الفكرية والتناحرات المذهبية الطائفية عندها سيتخذ قرارا يخلص الوطن من تلك الدوامة والاعصار الذي يعصف به بين الاونة والاخرى.لتكون حكومة قادرة على الاخذ بالبلد الى مكانه الطبيعي وخروجه من هذا التاقلم المميت الذي أنهك قواه ودمر بنيته التحتية واتعب النفس الانسانية وافتقر الى ابسط مقومات الحياة |