الدواء أم الاعشاب؟ |
أنت تعاني ألما في المفاصل والعظام أو تعاني ارتفاع ضغط الدم فتذهب الى الطبيب الذي يفحصك ويكتب لك وصفة الدواء، وتستمر في أخذ العلاج دون جدوى فتذهب الى طبيب آخر وبمعيتك الادوية التي كتبها أو وصفها لك الطبيب الاول، وبعد أن يفحصك الطبيب الثاني يسخر من الادوية التي كنت تتناولها ويسخر من خبرة الطبيب الاول، ويكتب لك وصفة ثانية من الادوية وهذا يعني ان الوصفة الاولى سوف تدسها في كيس القمامة رغم انك دفعت ثمناً لها مبلغاً كبيراً، وستذهب الى الصيدلية لكي تشتري الادوية الجديدة، وهكذا تكون أنت في حيص بيص لا تدري ما تفعل، فالصيدلي يتعهد لك باعطائك ادوية جديدة من مناشئ يقول لك حين تفاجأ بغلاء أثمانها انها أدوية (تشتغل) أما التي أسعارها رخيصة أو من مناشئ ثانوية فانها (لا تشتغل)!! وربما اذا ذهبت الى طبيب ثالث فانه سيسخر من الطبيبين الاوليين فهو وحده العبقري أما الآخران فانهما لا يفهمان شيئاً وما عليك مجدداً الا ان تشتري الدواء للمرة الثالثة لكي تقي نفسك من الآلام! ولأن اجور الكشف على المرضى عند الاطباء أصبحت لا تطاق وان أسعار الادوية لا تطاق هي الاخرى، فانك سوف تلجأ الى طب الاعشاب عسى أن يكون العشب ما يفيدك فهو من جهة أرخص ثمناً ولا تدخل في صناعته أية مواد كيمياوية من تلك التي تدخل في صناعة الادوية، فهذه لااعشاب سهلة التصنيع لا عليك الا ان تغليها بالماء وتدعها حتى تبرد فتشرب منها هنيئاً مرئياً. قبل سنوات ليست بالبعيدة كان كل معمل طبابة، وفي كل دائرة طبابة لها مواعيد معينة، يديرها طبيب للحالات الطارئة أو ماشابه ويصف لك الدواء المطلوب دون أن تكون بحاجة للذهاب الى العيادات الاستشارية وشقق الاطباء التي يتكدس فيها المرضى الطالبون علاجاً وتشخيصاً لأمراضهم، والغريب في الامر ان هذه الشقق أو العيادات يكتظ بعضها اكتظاظاً غريباً فتأخذ رقماً لك من السكرتير وتنتظر ساعات طوالاً أو ربما بعد أيام أو أسابيع، في حين ان عيادات اخرى فارغة لا يراجعها أحد، وتقول لنفسك انها ارزاق تدخل في تقييمها السمعة والمكان والاعلان والتحويلات من المستشفيات الحكومية الى العيادة الشخصية وغير ذلك من اساليب الدعاية، ومع كل هذا فانك مازلت تعاني من آلامك وليس لك الا أن تقول حسبي الله ونعم الوكيل مع كل عصرة ألم في ساقيك أو في رأسك! |