شموخ وحده لا يرهم

 

قرر الرجل الثري أن يزور الرجل الفقير الذي يسكن في دار عشوائية (تجاوز ) في محيط الحي نفسه، ليقدم له شيئا من المساعدة مما أعطاه الله من رزق وفير، فطرق الرجل الثري باب بيت الفقير ليحل ضيفا عليه،ففتح أحد أبناء الفقير الباب، فطلب الرجل الثري من الإبن أن يخبر اباه بقدوم ضيف عليه، فقال له الإبن :سأخبره

وبعد أن أخبر الولد أباه بقدوم جارهم الثري، قام الرجل الفقير بتهيئة نفسه ومكان الضيافة لاستقبال ضيفه، وقد لبس عباءة الصوف ووضع المخدات تحت يديه وضبط عقاله وشماغه بعد أن أخفى ثقوبه بطيها إلى الخلف وبدأ يفرك يديه، ومسد شاربه بالسبابة والإبهام، وقال لأبنه : دعه يدخل، فذهب الابن للضيف الثري وقال له : تفضل والدي ينتظرك

دخل الرجل الثري إلى المضافة وخلع حذاءه في باب الغرفة، وألقى التحية، فقام الرجل الفقير من مكانه ببطء ومد أصابعه ليسلم على الضيف الثري، ثم أشار له بالجلوس .

بعد أن جلس الضيف الثري رفع رأسه إلى الأعلى وهو ينظر إلى سقف الغرفة الذي تتدلى منه الحصران وغطاء النايلون، ثم نظر إلى حيطان الغرفة التي تقشر صبغها بعد أن اخترقها فطر متعرج من أحد جوانبها ليقطعه إلى نصفين غير متساويين، ولفت انتباه الضيف الثري أشياء غريبة معلقة على جدار الغرفة لا توحي إلى حالة الفقر التي يعيشها صاحب الدار، فقد شاهد آلة عود، وجلد نمر، وقصيدة، وسبطانة مدفع .

سأل المعزب ضيفه وهو ينظر بطرف عينه : بعدك تشتغل بتجارة السيارات ؟؟، الضيف : الحمد لله والشكر ماشية، ومحلات الجملة بعدهن شغالة ؟؟، رد الضيف بابتسامة خفيفة، وسأل المعزب : شنو قصة هاي الأشياء على الحايط ؟؟

أجابه المعزب : هاي آلة العود هدية من شاعر شيخ مشايخ العشيرة لجدي الله يرحمه

 

الضيف : وجلد النمر ؟؟، المعزب : هذا هدية من صياد شيخ مشايخ العشيرة لجدي الله يرحمه

 

الضيف : والقصيدة ؟؟، المعزب : هاي هدية من خطاط شيخ مشايخ العشيرة لجدي الله يرحمه

 

الضيف : وهاي سبطانة المدفع ؟؟، أكيد هدية من فرسان شيخ مشايخ العشيرة لجدك الله يرحمه !!

 

المعزب : لا هاي مو سبطانة مدفع، هذا ( بوري إمعدل ) من جماعة شيخ مشايخ العشيرة لجدي الله يرحمه

 

الضيف : وجدك الله يرحمه .. شنو شغله ؟؟، المعزب : عطال بطال .. مثلي

 

الضيف : طيب … آلة العود، وجلد النمر، والقصيدة، إنت محتفظ بيهن للتكابر والتشامخ ميخالف .. البوري الإمعدل شكو محتفظ بي ؟؟!!

 

المعزب : لأن تكابر وتشامخ… بدون بوري إمعدل ما يرهم