حوار أم مصالح ؟

 

 اختلط الامر علينا نحن الشعب ..بعد ان شاهدنا مئات الحوارات ووثائق الشرف على مدى ثلاثة عشر عاما..يختلفون امامنا وفي اروقة الاجتماعات يتصالحون ويتهامسون..في لعبة كشفناها مبكرا ..لكن ما نزال نتظر المنقذ الذي يخلصنا من هذا المأزق..نحن لا نريد شخصا بعينه..مهما كان..فقط من يجعل مصالحنا فوق مصالحه الشخصية ولايبحث عن الزعامات..وللاسف لم نر من ينظر بعين كبيرة للشعب الذي عانى ويعاني..بعد ان اخذ منا الارهاب الداعشي الكثير من امننا وحياتنا الهادئة..واضاف لها سياسيو الصدفة ارهاباً اخر يكاد يفوق..وهو الفساد المالي والاداري..ولا من حل في الافق..الجميع يبحث عن ليلاه..بعيدا عن تطلعات الشعب وهمومه..ويبدو ان البعض شعر بهشاشة العملية السياسية التي وضع اسسها الحاكم المدني بريمر..وبدا يبحث عن وضع سياسي جديد يجنب البلاد والعباد التقسسم والبلاء الذي اصبح قاب قوسين او ادنى..والبعض الاخر متمسك حد الموت بالمحاصصة التي ضيعت كل شي كان جميلا.

لكن نحن الشعب بمحتلف قومياته وطوائفه نرى عكس ما يراه هؤلاء السياسيون ..لاننا شعب واحد بغض النظر عن المسميات التي كرسوها ظلما من اجل اضعافنا ومن ثم التسلط علينا..

على مدى الاف السنين كنا اخوة متحابين نعمل سوية وهويتنا الاولى هي عراقيتنا..كنا والجميع يتذكر عندما نشتغل في وظائف الدولة ..ابن الجنوب يتعين في القائم ويتعايش كانه احد اهلنا في الغربية..وكذلك ابن الموصول او الانبار يشتغل في الفاو بين اهله في الجنوب والكثير منهم تصاهر واصبح واحداً منهم في كلتا المنطقتين..اذا لا مشكلة بيننا ابدا ..

المعضلة عند من تسلطوا علينا بعد ان وهب لهم من ليس له الحق مفاتيح البلد فحملوا كل خيراته ..نهبوها بلا ضميراو خوف من الله او ابناء الشعب ..بعد ان وصلت ميزانية العراق على مدى عقد اكثر من الف مليار دولار..

من يريد ان يصلح او يكون منقذا عليه أن يكون عراقيا غير مزدوج الولاء..نعم عراقيا بروحه وعقله..وببساطة جدا ولا تحتاج الى اجتماعات وحورات ومصالحات هامشية..الاتي :

1-البدء بكتابة دستور موحد نكتبه نحن..يوحدنا ..خال من الالغام التي تتفجر بين الحين والاخر.

2-اشراك الجميع بعملية سياسية اساسها انتخابات حرة نزيهة بدون اقصاء احد..الشرط الوحيد فيها الولاء للعراق..

3-الغاء قرارات المحتل والمعروفة بتشريعات الحاكم المدني بريمر.

4-العمل على تكوين حكومة مصغره تسير امور البلاد من حكماء مستقلين فعلا للاشراف على المرحلة الانتقالية التي ستقرر مستقبلها الانتخابات باشرف دولي .على ان لا يشتركوا في اي منصب في الحكومة المقبلة

تلك مقترحات عراقية اعتقد هي اساس مطالب الشعب..وكل حوار خارجها نعتقده مضيعة للوقت وصراع مصالح..