بين تصويت ... وتصويت ( دعاية أنتخابية)

 

في عام 2003 وبعد سقوط النظام البائد واستنشاق العراقيين لهواء الحرية ، كنا قد بدأنا التردد على نقابة المحاميين في بغداد محاولة في لملمة أمورنا كمحامين نعتاش في رزقنا على الدعاوى وحيث أن المحاكم كانت متوقفة في ذلك الوقت ( في الأيام الأولى) فكنا نحمل نشاط عالي وكانت لقائتنا عبارة عن حوارات نقاشية وحلقات متواصلة أنعكاسا للوضع العام في البلد في وقتها، وبعد أشهر من هذا وبدأ عودة الحياة إلى مفاصل الدولة (التي تبخرت بين ليلة وضحاها في نيسان 2003) وبحدود الشهر السادس أو السابع منه تقرر أن يتم أجراء أنتخابات لنقابة المحامين وكنا في وقتها قد شكلنا تجمع داخل إطار النقابة أو بين جدرانه على الأدق للمحامين الشباب وكانت بدايته بحدود العشرة أو أكثر قليلا وكنا نحرص على وحدة العراق وأمنه وسيادته وبناء دولة تقوم على أساس القانون . وخلال هذه الانتخابات التي جرت في شهر ثمانية من العام نفسه على ما اذكر كنت ضمن المرشحين لمجلس النقابة وكنت حريص على أن أقوم بزيارة غرف المحاميين في مختلف محافظات العراق مع القائمة التي كنت ضمنها ، وفي زيارتنا لمحافظة ميسان كانت أيام من شهر تموز الحار جداً وأزمة في الوقود بكافة أنواعه ( ألبانزين والغاز والكهرباء) وكان الوضع في المحافظة متوتر جداً ، حتى أن خرجت مظاهرات فيها تنادي ( بدلنا عليوي بعلاوي ) وفسر لي أهل المحافظة هذا الشعار في حينها أن الناس كانت تتأمل بعد سقوط النظام السابق بحياة جديدة ووجوه جديدة تخدم المحافظة وتطورها وإذا بها نفس الوجوه تتكرر من دون أن يكون هناك أي تقدم في أي من الخدمات وان أختلفت المسميات التي تعمل تحت أسمها أو في أطارها وكأن الاختلاف في الملابس من الزيتوني إلى ملابس أخرى حسب نوع الجهة التي تدعم أو في وضع علامات مميزة في الوجه تدلل لمن يشاهدها على التقوى والورع إلى آخره من الدلالات التي التي لا تغير من جوهر الأشخاص بقدر ماتغير من أشكالهم فأصبحوا كمن يغير أسمه من علي إلى علاوي وهو ذات الشخص .

هذه المقدمة سقتها وأنا أرقب ما يحصل من حمى أنتخابات مجالس المحافظات التي من المقرر لها أن تجري خلال اليومين القادمين في العراق وتهافت السيدات والسادة المرشحين على التفنن في الدعاية والصرف المالي الذي لا حدود له وكما أسرني أحدهم أن تكلفة الدعايات الانتخابية التي تؤمن الفوز تتجاوز العشرين ألف دولار فأذا علمنا أن عدد المرشحين تجاوز الثمانية ألاف مرشح لاربعمائة أو أكثر بقليل لمقاعد مجالس المحافظات فلك عزيز القارئ أن تتصور المبلغ الذي يصرف من قبل المرشحين مع التفنن في طرائقه من أقراص السيدي التي تحمل صور المرشحين إلى علب ورق التنظيف إلى لافتات تحمل صور منهم أزواج أو زوجات المرشحين كونهم معروفين أحياء منهم أ وأموات إلى أن أحدهم أستشهد بأية قرأنية تحمل أسم عائلته وغيرها من الطرق والفنون التي لم يسلم منها حتى الفيس بوك وكل يوم ينبري مرشح ليبين قدراته في خلق المعجزات والاحلام مع أن قانون مجلس المحافظات وهو قانون المحافظات غير المنتظمة في أقليم رقم 21 لسنة 2008 المعدل يبين أن سلطاته محدودة وكما جاء بنص المادة 7 منهاولأ : انتخاب رئيس المجلس ونائبه بالأغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس في اول جلسة يعقدها المجلس يدعو لها

المحافظ خلال خمسة عشر يوما من تاريخ المصادقة على نتائج الانتخابات وتنعقد الجلسة برئاسة اكبر الأعضاء سنا.

ثانيا : إقالة رئيس المجلس او نائبه من المنصب بالأغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس في حالة تحقق احد الأسباب

الواردة في الفقرة ( 8 ) من هذه المادة بناءا على طلب ثلث الأعضاء.

ثالثا : إصدار التشريعات المحلية والأنظمة والتعليمات لتنظيم الشؤون الإدارية والمالية بما يمكنها من إدارة شؤونها وفق

مبدأ اللامركزية الإدارية وبما لا يتعارض مع الدستور والقوانين الاتحادية.

رابعا : رسم السياسة العامة للمحافظة بالتنسيق مع الوزارات المعنية في مجال تطوير الخطط المتعلقة بالمحافظة.

خامسا : 1 - إعداد مشروع الموازنة الخاصة بالمجلس لدرجها في الموازنة العامة للمحافظة .

2 - المصادقة على مشروع الموازنة العامة للمحافظة المحال إليها من المحافظ ، وإجراء المناقلة بين أبوابها بموافقة

الأغلبية المطلقة لعدد الأعضاء ، على ان تراعى المعايير الدستورية في التوزيع لمراكز المحافظة والاقضية والنواحي

ورفعها الى وزارة المالية في الحكومة الاتحادية لتوحيدها مع الموازنة الفدرالية .

سادسا : الرقابة على جميع أنشطة الهيئات التنفيذية المحلية باستثناء المحاكم والوحدات العسكرية والكليات والمعاهد

لضمان حسن أداء أعمالها عدا الدوائر ذات الاختصاص الاتحادي.

ولعل الامتيازات والرواتب والمخصصات المخصصة لمجالس المحافظات التي هي الهم الأكبر لاغلبية المرشحين مع الجاه والمنصب لو صدر قرار بألغائها او تخفيفها أكاد أجزم أن أكثر من ثلاث أرباع المرشحين ما كانوا يفعلوا الترشيح وما خاضوا هذا المخاض.

ومع أننا هنا في أستراليا ولا يحق لنا المشاركة في التصويت في هذه الانتخابات ألا أننا نشفي غليانا بالتصويت لمرشحين أخريان ليس لديهم هموم السياسة ولا الطائفية اللعينة وليس لديهم وعود يطلقونها سوى أنهم ينشدون الفرح والسعادة في قلوبنا ويجعلوننا ننفعل مع مايقدمون فرحا وحزنا وطربا أنهم المرشحون العراقيون في برنامج محبوب العرب أو عرب أيدل الذي تبثه أحدى القنوات الفضائية وهم يمثلون كل العراق بكردستانه وب جنوبه ووسطه ألم أقل لكم أنه مقال لدعاية أنتخابية فسنصوت لبه راوس الجميلة بالصوت والصورة ابنة كردستان العراق ولاسامة ابن البصرة الفيحاء ولمهند ابن بغداد الغالية فيكفي أنهم أبناء العراق ولديهم وعود بنشر الفرح بينناوهو كل مالديهم وما غيروا اشكالهم ولا انتمائاتهم .

ومضة : في فضاء الحرية ينشط الإبداع ويظهر المبدعين