قريباً سيأتي ألأمن

 

عشرة أعوام مضت على سقوط الدكتاتورية المقيتة والبلد لا زال يراوح في مكانه ان لم يتراجع قليلاً ، إذ لا وجود لأي تقدم يذكرعلى كافة الأصعدة الخدمية والصناعية والزراعية والتجارية بما في ذلك الأمنية أيضاً . حيث ان التفجيرات الدامية التي تستهدف مناطق محددة وعلى التوالي بهذه الطرية المنظمة ، يظعنا أمام كم هائل من التساؤلات ؟ منها من ينفذها ومن يقف ورائها ومن يقدم الدعم والغطاء الشرعي والسياسي لها وما السر في استمرارها ، كل تلك تساؤلات طالما أثيرت لمرات عديدة لكنها دون جدوى . خصوصاً في ظل الصمت الحكومي إزاء كل ذلك ! ولعل السر يكمن في عدم اكتراث القيادة الأمنية العليا على وجه الخصوص الدور الرئيسي لتفاقم الملف الأمني واستمرار سيل الدماء ، إذ لم يدخروا الجهد ألازم للحيلولة دون تكرار تلك الخروقات ، بدليل عدم وجود مقومات النهوض بخطة عمل حديثة ومتطورة من شأنها ان تتماشى والوضع الراهن وكذلك غياب الحس الوطني والشرعي والأخلاقي عندهم وإلا ما تفسير عدم نزولهم إلى الشارع مثلاً ؟ أو حتى ظهورهم على وسائل الأعلام ؟ أو إقصاء ومحاسبة المقصرين ان لم نقل المتورطين منهم فضلاً عن تمسكهم ببعض أقزام العبث والأجهزة والمعدات التي ثبت فشلها الذريع ؟ إلا يكمن ذلك ضمن السياقات العملية والوطنية وحتى الشرعية ، إذ لا يختلف اثنان على محاسبة مقصرما في أي عمل بسيط فما بالك ان كان التقصير أو ربما التعمد فيه من حيث إزهاق أرواح الناس الأبرياء بهذه الطريقة البربرية إلا يستدعي ذلك وقفة جادة وواضحة من قبل المعنيين بالأمر ، ألهذا المستوى الرخص في الدم العراق لديهم ، ثم إلى متى تبقى صور ألأشلاء المقطعة في الشوارع والأسواق التي يندى لها جبين الإنسانية ! هل من بعض الضمير الحي لدى المتخندقين خلف أسوار المنطقة الرئاسية المحصنة ! هل من أذان صاغية ؟ كلا "أسمعت لو ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن تنادي" . أذن ما نلمسه من تلكؤ وإخفاق صارخ في كافة مؤسسات الدولة الحالية إنما ينم عن تقصد واضح وسافر في الاستهانة بهموم ومعاناة ودماء المواطن أيضاً ، وعليه لكل من يريد الخلاص من هذا الواقع المرير ما عليه ألا ان يقوم باستبدال تلك القيادات الفاشلة ، وبالإمكان تحقيق ذالك طالما هنالك أرادة حقيقية في التغيير لدى الشارع العراقي وخير طريق لذلك هو الانتخابات وها هي على الأبواب ويوجد فيها من يمتلك النوعية الجيدة والرؤيا الواضحة والخطة الناجحة والقدرة على الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن ألعام . ختاما : لن تغرق سفينة الوطن والمواطن طالما هناك أمل ينبض في عروق الشرفاء .