بلاد المحاصصة والفوضى |
حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي، من الاوضاع الحاصلة في البرلمان وانعكاسها على العراق.،،وقال العبادي في كلمة متلفزة له الى الشعب العراقي “انها فوضى سياسية قد تؤدي الى عدم استقرار لاسمح الله، وتقود العراق الى المجهول ،،وقال العبادي :“إن الأجواء الحالية لا تسمح بترك البلاد في فراغ حكومي أو سياسي؛ لأن ذلك سيقود إلى الهاوية”? لافتاً إلى أن “ما يحدث هذه الأيام قد يولد حالة من التشرذم والتصدع، لذلك على الجميع توحيد الموقف الوطني والشعبي، والتحلي بأعلى درجات المسؤولية والحفاظ على أمن واستقرار البلد”. ? ولا يمكن القبول بالفوضى التي تعرض مصالح شعبنا للخطر” واليوم يصل العراق إلى مفترق من الطرق، تضعه أمامه الانشقاقات والخلافات بين ساسة المنطقة الخضراء الذين وقفوا عاجزين عن تشكيل حكومة تنتشل العراق من الدمار والخراب الذي حل به.أصبح حديث المسؤولين في الحكومة العراقية عن تشكيل حكومة تكنوقراط من المهنيين والكفاءات ضرباً من الخيال، يقارب المستحيل في ظل هذه الانقسامات والخلافات بين الكتل السياسية، وحتى بين أعضاء الكتلة الواحدة، حسب ما يراه مراقبون في الشأن العراقي.“إن عجز رئيس الوزراء حيدر العبادي عن تشكيل حكومة تكنوقراط كشفت مدى ضعفه، وعدم قدرته على المناورة أمام قادة الكتل السياسية الأخرى”? لافتاً إلى أن “الفشل المتكرر لرؤساء الحكومات المتعاقبة من حزب الدعوة الحاكم تثبت عدم مقدرته على إدارة الدولة”.وبعد أن كان على رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان أن يأخذوا دورهم المنقذ للعراق من خلال العملية السياسية، بعد اعتصام جماهير التيار الصدري، وجدت الرئاسات الثلاث نفسها بين مطرقة المحاصصة الحزبية وسندان النواب المعتصمين الذين يطالبونهم بالرحيل.وجميع التوقعات نشير أن يكون العبادي آخر رئيس وزراء من حزب الدعوة يحكم العراق، وذلك نتيجة الأزمات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تعيشها البلاد اليوم، والتي ألقت بظلالها على المواطن العراقي بالدرجة الأولى. رعم كل المؤشرات بظلوع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بالحملة التي شنت ضد حكومة العبادي،وأن أغلب النواب المعتصمين داخل البرلمان هم من المقربين للمالكيووصل عدد النواب المعتصمين داخل البرلمان إلى أكثر من 170 والذين تعتصم معهم العقدة الكبرى التي يمر بها العراق، والتي تنذر بانفجار في الشارع العراقي الذي بدأ بالخروج تأييداً لحراك البرلمانيين ومطالبهم. كشف مايكل غوردن المحلل السياسي في صحيفة نيويورك تايمز عن ان الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني، لا يزال يؤرق الولايات المتحدة، كونه العقل المدبر الإيراني للفوضى في العراق.،غوردن واعتماداً على ما استقاه من معلومات في اثناء تأليف كتابه “نهاية اللعبة: القصة السرية للنضال من أجل العراق من جورج بوش وحتى إدارة أوباما” الذي ألفه بالتعاون مع الجنرال المتقاعد برنارد براينتور، روى الكثير من الخفايا عن دور سليماني في العراق والمنطقة، مما لم يكشف سابقاً.عندما سافر مسؤول استخباراتي عراقي بارز إلى طهران في صيف عام 2007 للقاء القيادة الإيرانية، سرعان ما اكتشف من هو المسؤول عن سياسة إيران تجاه جارتها في الغرب. ولم يكن المسؤول هذا هو الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بل كان قائد ميليشيا فيلق القدس شبه العسكرية الغامض، قاسم سليماني، الذي شرح بهدوء أنه “السلطة الوحيدة للتحركات الإيرانية في العراق”، بحسب رواية مسؤول عراقي نقلها إلى المسؤولين الأميركيين في وقت لاحق في بغدادويحمل سليماني، الذي يتحدث بصوت خافت، ثقة كبيرة في نفسه، نتيجة الدعم الذي يلقاه من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وهو يعتبر على طرف نقيض من الرئيس الإيراني الطنان. وقد رقي سليماني إلى رتبة ميجور جنرال (لواء)، وهي أعلى رتبة في قيادة الحرس الثوري، العام الماضي، كما كان العقل المدبر لمبادرتين أساسيتين في السياسة الخارجية الإيرانية: بسط وتوسيع النفوذ الإيراني في السياسات الداخلية للعراق وتوفير الدعم العسكري لحكم الرئيس بشار الأسد في سوريا. وهذا الدور وضعه في مواجهة مباشرة مع صانعي السياسة في الولايات المتحدة لضمان مستقبل العراق كحليف للولايات المتحدة، وإسقاط نظام الأسد، ووقف المحاولات الإيرانية لبسط نفوذها المتزايد في المنطقة. وقد وضعت وزارة الخزانة الأميركية سليماني العام الماضي ضمن قائمة العقوبات، لأن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أنه كان متورطا في خطة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن.ويرى المسؤولون الأميركيون الذين كان عليهم التعامل مع “حرب الظل” التي شنتها إيران خلال السنوات التسع التي كانت فيها القوات الأميركية موجودة في العراق، أن ذلك الدور لم يكن مثار دهشة، حيث تقدم مراسلاتهم مع الجنرال سليماني ومناقشاتهم الداخلية التي رويت في وثائق سرية مفصلة تم الحصول عليها من أجل كتاب جديد حول العراق صورة حية لمنفذ نشط ومثابر للأهداف الدولية الإيرانية.،،، ووصف الجنرال ديفيد بترايوس (رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية/ سي آي إيه)، الذي واجه نفوذ قائد فيلق القدس خلال عمله بالعراق، الجنرال سليماني بأنه “شخص شرير بحق” في رسالة إلى روبرت غيتس، وزير الدفاع الأميركي آنذاك. وفي رسالة أخرى اعترف بنفوذ سليماني في العراق. فكتب بترايوس في رسالة مؤرخة في أبريل 2008 إلى غيتس “ما أثار الدهشة إلى حد بعيد هذا الأسبوع كان مدى التدخل الإيراني المباشر في الشأن السياسي العراقي”.وكانت لبترايوس، وبشكل أكبر من المسؤولين الأميركيين الآخرين في العراق، عبر وسطاء، قنواته الخلفية مع سليماني. وبات على يقين من أن إرسال رسالة إليه سيكون أمرا مفيدا، لكن لقاء الجنرال الإيراني ولو حتى سرا كان سيرفع مكانة الإيراني ويعزز شعوره بأنه هو من يحمل الكلمة الفصل في مستقبل العراق.انتبه العراقيون للمرة الأولى للجنرال سليماني خلال حرب إيران الدامية مع العراق والتي استمرت ثماني سنوات، وكقائد للفرقة 41 من الحرس الثوري، حين نال شهرة في قيادة مهمات الاستطلاع خلف الخطوط العراقية، إلى درجة أن الجيش العراقي كان يخصه بالذكر في النشرات الإذاعية، بحسب علي الفونة، الزميل البارز في معهد “إنتربرايز″ الأميركي والذي يدرس الجنرال سليماني. وهكذا تتعاقب الحكومات؛ واحدةً تلو الأخرى، على حكم العراق، مستندة إلى محاصصة طائفية تارةً، وحزبية تارةً أخرى.
|