علماء يحذرون من تسونامي غير مسبوق يضرب قرب المغرب

 

منذ نحو مليوني سنة، ضرب تسونامي ضخم اليابسة بالقرب من الساحل الغربي لتشيلي وامتد ليضرب كاليفورنيا وهاواي واليابان وأستراليا، على إثر سقوط مذنب ضرب الأرض وقتها.

وفي العام 2004، تكررت الكارثة الطبيعية بـ "تسونامي سوماطرا"، الذي ضرب سواحل آسيا الجنوبية الشرقية، وتسبب في مقتل نحو 300 ألف شخص في 4 دول.

كان مصدر التسونامي هذه المرة أن صفيحة من الصفائح المكونة للقشرة الأرضية علقت بصفيحة أخرى، وهو وضع غير طبيعي للصفائح المكونة للقشرة الأرضية، التي من المفترض أن تندفع و تنزلق بجوار بعضها البعض باستمرار.

وعندما علقت الصفيحتان ببعضهما حدث تراكم للضغط بينهما، وبعد 1200 سنة انزلقت إحدى الصفيحتين العالقتين وارتفعت للأعلى، فنتج عن ذلك ضغط رهيب وكانت الطاقة المنبعثة أقوى من قنبلتي ناغازاكي وهيروشيما بـ 23 ألف مرة.

تفجرت الطاقة من المحيط متسببة بموجات عملاقة تقدمت بسرعة جنونية جارفة معها اليابسة بمن وما عليها، وكان الناس يموتون ضرباً أكثر مما يموتون غرقاً.

تسونامي قادم

ويتوقع عالما الجيولوجيا ستيفن وورد وسايمون ديل حدوث تسونامي آخر، لكن مصدر التسونامي هذه المرة ليس زلزالاً أو مذنباً، بل انهيار جزء من بركان "كومبري بييخا"، الذي يقع في الثلث الجنوبي من جزيرة "لابالما"، إحدى جزر الكناري الإسبانية، وسقوطه في المحيط الأطلسي بسرعة هائلة تصل لحوالي 50 - 100 متر في الثانية.

وستكون هناك مؤشرات على قرب انهيار البركان، من بينها انبعاث الكثير من الغبار البركاني من فوهة البركان وتدفق حمم بركانية من الشقوق. ستحترق الغابات بسبب النار الحارقة التي ستلتهمها وستظلم السماء أيضا، كما ستحدث زلازل تحرك الأرض الصلبة وتدمر بعض القرى.

يعتقد وورد وديل أنه في يوم من الأيام سترتفع موجة ضخمة يصل طولها إلى 900 متراً وتقارب سرعتها الطائرة النفاثة، ويشيران إلى أن هذا الحدث سيؤثر على التاريخ والحضارة، لأن هذا التسونامي سيدمر أجزاءاً من أفريقيا الشمالية وأوروبا، كما ستواجه أميركا الشمالية والجنوبية وجزر الكاريبي أمواجاً عالية.

شكوك وأدلة

ويشكك العديد من العلماء والباحثين في صحة نبؤة العالمين، لكنهما قدما أدلةً عديدةً تؤكد صحة ما يزعمانه.

من بين هذه الأدلة انفصال بركان "كلويا" في جزيرة هاواي - وهو أكثر البراكين نشاطاً في العالم - وسقوط جزء منه في المحيط، وبالتالي فإن توقع انهيار جزء من بركان "كومبري بييخا" ليس بالأمر الجديد.

كما أن هناك أدلةً تفيد بأن أجزاء من براكين هاواي سقطت في الماء في السابق، ونتج عنها أمواجاً ضخمة يعتقد بأنها أدت إلى اقتلاع الشعاب المرجانية وألقت بها على الجبال.

ويتوقع العلماء أن المياه العذبة المختزنة داخل البركان ستلعب دوراً هاماً في انهيار جزء من بركان كومبريفيا في المحيط، وحدوث تسونامي ضخم. فهذه المياه المحتجزة يمكنها أن تصبح قنبلة خلال الثوران المستقبلي المتوقع لأن الحمم البركانية تسخن المياه.

وإذا تمكنت المياه من الخروج فمن الطبيعي أنها ستتبخر، لكن الأزمة هنا أن المياه محتجزة وعالقة بين السدود، فسينشأ ضغط كبير من تسخين المياه سيدفع بالحجارة إلى أحد الجانبين.

وشهدت جزيرة لابالما تغيرات دراماتيكية على مر التاريخ، إذ كانت في الماضي موطناً لبركان آخر انتهى عهده قبل 560 ألف عام، غير معالم جزيرة لابالما وظهرت سلسلة من الفوهات بسببه وثلاثة صدوع وتدفقت الحمم البركانية من الفوهات الجديدة.

وظهر بركان "كومبري بييخا" في الجزء الغربي على أنقاض البركان السابق ولذلك فهو غير متزن وعرضة للانهيار بشكل كبير.