سياسيو العراق خبرة في الفساد والإحتيال!

مراجعة سريعة لأحداث مابعد 2003 وخصوصا منذ تولّي الجعفري لرئاسة الوزراء والى يومنا هذا ، ستجد نفسك أمام شلّة من السياسيين المحترفين، ليس في علم السياسة والإدارة ،وإنّما في علم الدجل والإحتيال ونهب الأموال، وخلق الأزمات لتسويف مطالب الشعب وتفتيت وحدته وتفريق صفوفه !ولقد وقعت أحداثٌ خلال العشر سنوات الماضية لو وقع واحدٌ منها في أي دولة لأطاحَ بحكومتها ولكانت هناك إستقالات وإقالات ومحاكمات ...ولكن في العراق تمرُّ مرور الكرام مع تواطيء شعبيٍ حكوميٍ مستغرب! ليس بعيدا عنّا فاجعة جسر الأيمة والتي قُتل فيها آلاف العراقيين الشيعة المتوجهين الى زيارة الامام الكاظم عليه السلام ، لم تهتز للحكومة شعرة ولم يطّلع الشعب على تفاصيل الحادثة وإستطاع الجعفري بحنكته وخبرته بفن الإحتيال أن يخترع فكرة التبرّع لعوائل الشهداء ...ففتح باب الإستجداء المنظّم على مصراعيه ليهين بذلك تلك العوائل المفجوعة وكأن أموال العراق محرّمة عليهم ...ولقد نجح بتسويف المطالبة بحيثيات الفاجعة وكشف ملابساتها... وشغل الإعلام العراقي بحملات التبرّع حتى جُمعت الملايين ولاأحد إطلع على مصيرها ! في عهد المالكي تصاعدت عمليات هروب السجناء الإرهابيين من السجون العراقية حتى تكللت بهروب أكثر من 1200إرهابي من سجن ابي غريب المحصّن بالقوات العسكرية ! أكثرهم محكوما عليه بالإعدام بعملية مفضوحة ولم نشهد إقالات ولامحاكمات ودفع ثمنها الشعب العراقي بمئات المفخخات والأحزمة الناسفة وعلى أيدي الهاربين من سجن ابي غريب... إضافة الى سرقة المليارات من ميزانية العراقيين وأنهار الدماء اليومية وضياع ثلث أرض العراق وإستشهاد أكثر من 1700 شاب عراقي في سبايكر بعملية إجرامية تتحمل الحكومة المسؤولية الكاملة عنها ...ناهيك عن سوء الخدمات وتردي التعليم والزراعة والصحة وغيرها الكثير الكثير ...كلّها حدثت وتحدث وكأنها لم تقع في العراق ولم نشهد إقالة أو إستقالة لمسؤول واحد في الدولة ! ولم يتعامل معها القضاء المسيس بشرف ومهنية ولم تكن هناك ردود فعل شعبية بمستوى الأحداث بل كانت هناك ردات فعل خجولة من بعض الأحرار وهم قلّة ...وكلّما تتصاعد موجة التظاهرات الشعبية وتهدد عروش الفاسدين تتسلل بينهم عصابات الأحزاب والكتل الحاكمة لسرقة جهودهم وتجيير تضحياتهم لها لتسجل هذه المرّة أخطر انواع السرقات بحق الشعب ... وماحدث أخيرا من إعتصامات وتظاهرات كادت أن ترسم خارطة جديدة للعراق وللعملية السياسية ولكن حالت بينهم وبين تحقيق أهدافهم خبرة الإحتيال التي يتمتع بها السياسيون العراقيون...والتي أوقعتهم مرّةً أخرى في مستنقع المماطلة والتسويف والعودة الى المربع الأول .فهل يعي الشعب العراقي خطورة هذا الأحتيال وهذا النفاق السياسي الذي يعمل بأجندة خارجية ويخدم مصالح حزبية وفئوية ضيقة على حساب المصالح العامّة للشعب.؟