جاء المرحوم محسن مهدي من مدينة السماوة ليسكن الناصرية بتكليف من الحزب الشيوعي ليكون نقطة الاتصال بين محافظات الجنوب والوسط في خمسينيات القرن الماضي ،وليفتح مقهاه الواقعة في بداية شارع الجمهورية امام مبنى المحافظة القديم. ولما يتميز بروح طيبة وظريفة اكتسب حب الناس بسرعة غريبة ، واشترى له بيتنا في منطقتنا ، ثم حول المقهى الى مطعم في ثمانيات القرن الماضي عندما بدأت افواج العمال المصريين تأتي للعراق ، لكنه اغلق المطعم واخذ منه حانوتا صغيرا يشتغل فيه لبيع القرطاسية والاستنساخ . تحولات الامكنة الثلاث في المسيرة الكادحة للمرحوم ( ابو عادل ) هي تحولات حياة رجل عصافي ومكافح وتحول بسبب اخلاقه ومحبة الناس الى صمام أمان للعمل السري للحزب الشيوعي العراقي بعد انهيار الجبهة الوطنية ، فأبقى دوره كمراسل حزبي مثلما هاجر من اجل تلك المهمة من مدينته السماوة الى الناصرية . من خلال توزيع العدد المستنسخ من طريق الشعب والقادم من الشمال وكذلك تعليمات وادبيات الحزب . بعد 2003 تحول نشاط الحزب الى العلن ، وبالرغم من تقاعده عن العمل لكبر سنه إلا أنه حول محله الصغير الى منشط للاعلام الحزبي واللقاء المسائي للرفاق القدامى ، وحتى قبل ان تبدأ مكتبات المدينة بالبيع العلني لجريدة طريق الشعب ، بدأ المرحوم ( ابو عادل ) بأستلام نسخ الجريدة وبيعها وتوزيعها ، وربما اغلبها يهديها مجانا ويدفع هو ثمنها. روح المرحوم محسن مهدي الطيبة ابقت صداقته مع الشباب حتى حين وصل اعتاب السبعين . تلك الملامح المبتسمة والبسيطة ، ارتدت الوجه اللينيني قبعة عبر متغيرات الحياتية التي ابتدأت من المقهى الى ذلك الحانوت الصغير لبيع القرطاسية
|