( مرض الاحباط الديمقراطي ) مرة اخرى

 

في كل التجارب الديمقراطية تقوم العملية الانتخابية على ( ثنائية الصندوق والصوت ) .. واذا كان هناك تشابه في الالية بينها ، فلماذا الاختلاف في النتائج ..؟ ..

ذلك هو التساؤل ، وهنا يكمن الاختلاف …

وما كان  في ذهني ان اتناول هذا الموضوع  مرة اخرى  ولكن استوقفتني تغريدة  ، ذكرتني باستطلاع عن الشباب العربي المحبط من الديمقراطية التي ثار من أجلها ، سبق ان اشرت اليه في احد  مقالاتي  ، ولا بأس من التذكير به لانه يشير الى تفشي ( مرض ديمقراطي ) يمكن أن يسمى ( بالاحباط الديمقراطي) ، او اي تسمية اخرى تناسبه ..

فأين نحن من العالم ، وفي أي تصنيف نوضع ، إذا كنا لا نحب الديكتاتورية ، ولا تجدي معنا نفعا الحرية على حد تعبير أحد المغردين .. وهل يثور  الشعب من أجل أن ينال الحرية ، لكي يختار حاكما ، يحبسهم ليحمي الثورة على حد ما جاء في تغريدة اخرى …. واذا كان الحال على ذلك الوصف .. لماذا يحصل..؟ واين الخلل ..؟..

 يبدو أنها معادلة ليس سببها صناديق الانتخابات ، لانها ألية عالمية ،  لاختيار الاصلح في التجارب الديمقراطية  ، لكنها في تجارب اخرى  قد لا تحقق الهدف نفسه ..

 والخلل ليس في الصندوق  ، بل في الاختيار،  أي عندما لا يقدر الناخب قيمة صوته ، فيذهب لمن لا يستحقه ….فما قيمة صناديق الانتخابات اذا  كانت تفرز الوجوه نفسها ، وتتكرر مرة بعد إخرى ، حتى وان كان من تفرزه من لا يقوى  على الحركة ، ويحكم من على كرسي متحرك ، أو تدارالسلطة بالنيابة والقرابة بسبب مرض الحاكم ، أو أحكام العمر وإعتباراته الكثيرة ..أو عندما يحصل التراجع عن الوعود التي كانت تداعب خيالات واحلام الجماهير في الانتخابات ويحدوها الامل بالتغيير نحو الافضل ، لكنها عندما تصحو من حلمها ، تجد  الامور على حالها دون  تغيير،  إن لم تكن  قد انحدرت نحو الاسوأ..

 وعلى عكس كبار السن الذين تأقلموا مع تلك ( الديمقراطيات )  يجد الشباب الذين خرجوا بثورات الربيع العربي صعوبة في قبولها ، فيصابون  بحالة من الاحباط ،  ويندمون  على تلك  التضحيات التي  قدموها في سبيلها دون أن  تحقق شيئا مما كانوا يتمنونه ، او عندما يذهب الحصاد لغيرهم ..

فقد اظهر احد الاستطلاعات تراجع نسبة الشباب الذين يؤمنون بالديمقراطية  بشكل كبير ، فبعد ان كانت النسبة  92 بالمائة عام 2011 ، تراجعت عام 2012 الى 42 بالمائة ، الى أن وصلت الى 15 بالمائة العام الماضي  ،  بسبب الاوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية والصراعات التي شهدتها المنطقة بعد ثورات الربيع العربي ، وجاءت على العكس مما يحلم به الشباب العربي الذي قام بتلك الثورات ..

 ولا نعرف الى أي مستوى تصل هذا العام اذا استمرت الاوضاع على ما هي عليه …

ولك ان تقيس على هذه التراجعات  الكثير من ( المحبطات ) في النتائج التي قد لا  تنفع معها كل ( المهدئات ) … وعندها يصبح مرض الاحباط الديمقراطي من الامراض الديمقراطية المزمنة ..

فهل من علاج ..؟..

{{{{{{

كلام مفيد :

من جميل ما قرأت ( في زماننا .. بعض الرؤوس لا يستفيد منها الا الحلاق ) …