عجلات الشرطة تجوب شوارع ميسان مبشّرة بمقدم الرئيس , طريقة تذّكرنا بزمنِ الملوك الغابرين ..... ورغم أن أستخدام موارد الدولة في الحملات الأنتخابية محظور قانوناً ومحرّم شرعا ً, إلا أن رئيس الوزراء , الذي هو زعيم كتلة دولة (القانون) ورئيس حزب الدعوة (الإسلامية) , تجرد من قانونيتهِ مثلما غيّرَ مبادئه الإسلامية عملاً بقاعدة (الضرورة تبيح المحظورات) .. لا توجد خطوط حمراء في مثل هكذا توقيتات , فكل الخطوط تحولت لتشكل مصدات حول (الكرسي )المهدد وفق المعطيات والأسقراءات المشيرة الى تراجع كبير قادر على تغيير الخارطة الأنتخابية في الدورة البرلمانية المقبلة ... قد يُعذر من ذاق حلاوة السلطة وأيقن أنه متجه الى فقدانها وتلاشي حلم الزعامة .... بعد ميسان التي سبقتها كربلاء , البصرة تصفع السيد رئيس الوزراء وقادة كتلته ... لقد أستشرف السيد رئيس الوزراء نتائج الأنتخابات المحلية قبل حدوثها , واليوم يتحرك على أمل تغير تلك النتائج , نلاحظ أن رئيس الحكومة بعد أن فقد الكثير من الأوراق المؤثرة لصالحه سابقاً ومنها (مجالس الأسناد والقوات المسلحة والأعلام وأستخدام المنافع الخاصة) , أصبح يستخدم أوراق جديدة لكنها مفضوحة وتتقاطع مع العملية الديمقراطية , تلك العملية التي يجب أن تقوم على أسس ومرتكزات أهمها (الحرية والمساواة وحفظ الحقوق) , في منهجية الرئيس غابت تلك الأسس وصار الأعتماد الكلي على توجيه العقل الجمعي بطرق خادعة , فكيف يدعو في البصرة لتشكيل عاصمة اقتصادية وهو من أجهض المشروع ؟؟ وماذا لو سُأل الشهرستاني عن تصريحه المضحك بتصدير الكهرباء بحلول 2013, واليوم يعيد ذات الكذبة حيث قال (سنبني محطة كبيرة جدا في البصرة) ؟؟ أن عدم التفاعل الجماهيري ومعطيات التصويت الخاص , أججت روح الحماس لدى السيد الرئيس , وبغياب الحكمة يتحول الحماس إلى تخبط واضح أملاً بأستدارك ما يمكن تداركه , لكن على ما يبدو أن الأصابع سترتفع هذه المرة عكس ما يريدون ولن تجدي مكبرات الصوت ,الداعية لنصرة المختار (المتصالح حديثاً مع الشمر !!) , أي فائدة ممكنة .. هذا ما جنوا به على أنفسهم ... سنين طوال ولم يقدّموا للشعب غير أنتظار المجهول ناهيك عن جيوش المفسدين الذين تعج بهم البلاد وضاقت بهم العباد , وستبقى السنن الإلهية المعبرة عن تطلعات الشعوب , هي المنتصرة مهما طال كذب الكاذبين ...
|