نقابية الطبيب رهينة بثقافته الإنتخابية

 

 حراجة الوقت الفاصل، بيننا وموعد الإنتخابات؛ يجعل من المبكر جدا، ان نتوعد بتغيير النظام الداخلي لنقابة الاطباء، التي تنوء بسياقات إنتخاب معقدة، تشتت الرأي وتشظي الموقف وتفتت بيضة الاسرة الطبية. فثمة تجارب ناجعة، علينا التداول جديا، متشاورين.. من موقع المسؤولية المطلقة.. أي كل حسب ما يستطيع إليه سبيلا من أداء؛ كي نستعيرها لنقابتنا. لأجل الاستمرار في العمل النقابي الصحيح يجب ان نؤسس صحيحا! وفاقد الشيء لا يعطيه؛ لأن قانونا يثقل على رشاقة إنجاز مهمات مطلبية تخدم أعضاء الهيئة العامة وتوطد دعائم كيان نقابي.. لكن “وما نيل المطالب بالتمني” كما يقول الشاعر أحمد شوقي.. “إنما تؤخذ الدنيا غلابا” والغلاب هو مبدأ : “خذ وطالب”.وتلك هي السياسة الوطنية الحقة، التي يتماهى فيها المسؤول مع هموم شعبه، وبقياس الكل على الجزء، يتوجب على من يتبوأون مناصب في المجلس المركزي للنقابة، الإصغاء الى وجيب قلوب أعضاء الهيئة العامة، يلبون المطالب قبل ان يتقدموا بها، يغنونهم عن مغبة السؤال، حتى إن كان حقهم الوظيفي والمهني. هذا يعني ان الاسطر اعلاها تشكل جدول عمل وخريطة طريق، بين أشتات نقابة خربة، وطموحات كبرى، متسقة المديات، من شأنها ان تضع نظاما داخليا يستعيد بواطن التاريخ، مستحضرا الماضي، كي يترسم خطى المستقبل، على سبيل سديد.. لكن… هذا كله مرهون بحسن إختيارنا من يمثلنا في المجلس المركزي للنقابة، على أساس العمل الواقعي، بروح تتفانى لزملاء المهنة.. تخدمهم قبل ان تتذكر نفسها، وتفكر بهم، وهي تخطط وتعمل تنفيذيا، من دون شعارات جوفاء، تعطل الهمم وتثبط العزائم، التي يأتي العزم دوما على قدرها، وفق قول المتنبي، المستوحى من قوله تعالى: “كل نفس بما كسبت رهينة”.