لعبة المصطلحات |
ما يقارب السنه الكاملة ونحن نسمع عن الإصلاح والدعوات اليه ولم نر اصلاحا حقيقيا على ارض الواقع لقد اصبح مصطلح (الإصلاح ) كأي مصطلح أخر منتشر بين الشعب وخاصة الشباب ومثاله مصطلح (التقشف) فكل من اردت منه او طلبت شيئا سواء أكان كبيرا في العمر ام صغيرا قال لك (تقشف او انا عندي تقشف ) وهو ساخر وان كان فعلا هناك ازمة ماليه الا انه اصبح يستخدم للسخرية والهزل لقد ادى حرمان هذا الشعب وجوعة الى انه اصبح يسخر من كل شيئ اذا انه اصبح يائسا وكما قال الدكتور علي الوردي الفقير الجائع يكاد لا يفهم الحقيقه الا على شكل رغيف فالفقير لا يفهم معنى الاصلاح الى اذا توفرت له لقمة العيش بيسر وصارت حياتة طبيعية . لقد لحق بمصطلح التقشف سريعا مصطلح الاصلاح هذا المصطلح الذي سئم منه الشعب بأجمعه ومل منه دون أن يتحقق لقد اصبح مصطلح الاصلاح مصطلحا يتخذة الحكام والساسة ورؤساء الأحزاب (الحكام الفعليون) غطاء جيدا للدفاع عن مصالحهم فمنذ ان بدأت الدعوات الى الاصلاح والمظاهرات الشعبية المطالبة بالإصلاح ايضا اصبحو يطالبون بالاصلاح ويريدون الاصلاح ويعملون على تحقيقه جزاهم الله خيرا . لقد اصبحت الطبقة الحاكمه ذات دهاء عالي جدا لم يشهدة العراق قط فأن طالب الشعب بالإصلاح طالبوا هم كذلك بالاصلاح وهو يملكون زمام الامور ، وان اعتصم الشعب للضغط من اجل تحقيق الاصلاح اعتصموا هم ايضا فعلام يعتصمون ؟؟ لقد اصبح هؤلاء الساسه يرقصون على جراح الشعب ويضحكون على ذقون الناس ويخدعون الكثير من الجهلة السذج بخطبهم الرنانة الداعية الى الإصلاح وتحقيقة . ولا يخفى على القارئ انه قد لاحظ كيف ان الجميع (رؤساء الكتل والحكام وجميع الساسه ) نادى بالإصلاح وقالوا انهم يعملون جاهدا على تحقيقه لكن الجميع لا يعلم من الذي يعرقل الإصلاح ويقف ضدة ثم قد يتبادر سؤال الى ذهن القارئ هو اذا كان الجميع يدعون الى الاصلاح فمن ذلك او من هي تلك القوة التي استطاعت ان تقف بوجه ارادة هؤلاء الساسه في تحقيق الاصلاح ؟؟؟ لعلي اجد جوابا الى هذا السؤال وهو يعبر عن رأيي : ان هؤلاء الساسه في دعواتهم الى الاصلاح ليسوا كاذبين فهم فعلا يريدون الأصلاح لكن ليس هو الإصلاح الذي ينشدة الشعب، انهم يريدون الاصلاح الذي لا يضر بمصالحهم انهم في الواقع يريدون اصلاحا لا يضر بمصالحهم وكل حزب لديه وجه نظر في الاصلاح تختلف عن وجة نظر ذلك الحزب الاخر وهكذا فكل حزب يريد تحقيق اصلاحا يخدمه ويخدم مصالحه وهو يدعي في ان وجه نظرة في الاصلاح افضل من وجهة نظر الحزب الاخر في تحقيق الاصلاح وهل تنتظر من الفاسد ان يصلح نفسه ! . ان الاصلاح يحتاج الى تضحيات ليست بالقليله امام هذه الطبقه الحاكمه المتمسكه والمتمتعة بامنيازات لم تخطر على اذهانهم قبل حتى في احلامهم فكيف نريد منهم ان يتنازلوا عنها بسهوله ؟ انهم لم ولن يتنازلوا عنها الا بثورة عارمة ويا ليتها تكون ثورة سلمية يزداد بها الوعي الديمقراطي دون تطرف تقتلعهم من عروشهم العاجية وتذهب بهم الى المحاكم لينالو بذلك جزائهم العادل . فالعرب لا زالوا متمسكين بعاداهم السيئه التي ورثوها من اسلافهم فأن سيطر احدهم على حكم لم ولن يتنازل عنه الا بحد السيف ونحن نريد من الشعب ان يكسر هذه العادة بأقتلاعهم سلميا دون دماء وان كان ذلك صعب المنال بسبب تمسك هؤلاء الساسه بمناصبهم مم جهه وبسبب الفجوة التي احدثوها هؤلاء الساسه بين مكونات الشعب الواحد حيث نجحوا نجاحا باهرا في احداث التفرقه بس لشعب ليتركوا هذا الشعب المسكين يتناحر في ما بينه ثم ذهبوا هم ينهبون ويسرقون براحتهم دون ان يلتفت الشعب اليهم ويحاسبهم . لقد دعا مقتدى الصدر قبل ما يقارب الشهرين او اكثر الى مظاهرات مليونية في بغداد وبالفعل تظاهرت حشود غفيرة مطالبة بالاصلاح وقد جاء في خطبتة الى المتظاهرين الى انه متبرئ من جميع السياسيين وانه سيحاسبهم (شلع) وفي حاله عدم تحقيق الاصلاح او المبادرة التي اطلقها مقتدى سيتحول من مصطلح (الشلع) الى مصطلح (الشلع قلع) وقد راج هذا المصطلح في اغلب محافظات العراق رواجا عظيما والكل بنى احلاما ورديه بعد ما رئى هذه الحشود الغفيرة وسمع مصطلح (الشلع قلع) ، وقد وعد مقتدى الصدر بتحقق (الشلع قلع) بعد 40 يوما وقبل الـ 40 يوما دع الى الاعتصام واعتصم الشعب وهو معهم كذلك في اخر ايام الاعتصام . وخدع هولاء الدهاة الشعب بوعد على انهم سيصوتون على حكومة التكنوقراط بعد 10 ايام وفض الاعتصام ولم يصوتوا على اي حكومة جديدة الى اليوم . اما مقتدى الصدر فقد اعاد الاعتصام ونشر بيانا الى الشعب يؤيد الاعتصام ويدعو الأمم المتحدة الى التدخل واجراء انتخابات مبكرة فأين الشلع قلع ؟ يا مقتدى الصدر وهل ان الشعب العراقي عاجز على تحقيق الاصلاح بنفسه ؟ بالفعل ان الشعب العراقي عاجز على ذلك لان الشعب الذي خرج الى الاعتصام بدعوى زعيم ديني او سياسي ولم يستمع لنداء الوطن وخرج بدافع حب ذلك الزعيم وليس بدافع حب الوطن هو عاجز على تحقيق الاصلاح بنفسه واحداث تغيير جذري في الوضع الراهن . يبدو ان رواج مصطلح (شلع قلع) ثار غضب بعض الزعماء السياسيين فعمد احد الزعماء السياسيين الى ان ينافس هذا المصطلح بمصطلح اخر وبالفعل اقام تجمعا جماهيريا لاتباعه في جميع المحافظات وجاء في خطابة مصطلح (الا معلك) من اجل ان ينافس بهذا المصطلح مصطلح (شلع قلع) ولكي لا يكون لاتباع هذا الزعيم مصطلحا يتداولونه في حياتهم اليوميه واتباع هذا الزعيم ليس لديهم مصطلح لقد كان واجبا ضمن مبادئ المحاصصه ان يكون لكل زعيم واتباعه مصطلح يتباهون به وكل حزب بما لديهم فرحون ومما عند غيرهم غاضبون . والله يعلم ما المصطلح القادم فها هي حرب المصطلحات قد اشتعلت ونرجو من الامم المتحدة التدخل لتهدئة هذه الحرب . |