وينك يحلال المشاكل ؟

 

 يزخر تاريخنا الشعبي بكم هائل من الموروثات والآداب والقيم والعادات والمعتقدات والتقاليد الشعبية المنقولة من جيل إلى جيل تجري على ألسنة العامة من الناس وهو ما خلفه الأجداد لكي يكون عبرةً من الماضي ينهل منه الأبناء الدروس ليَعبُروا بها من الحاضر إلى المستقبل. والموروثات الشعبية هي بمثابة الجذور في الشجرة، فكلما غاصت وتفرعت الجذور كانت الشجرة أقوى وأثبت وأقدر على مواجهة تقلبات الزمان. وباختصار تعتبر الموروثات الشعبية خلاصة ما وَرَّثته الأجيال السالفة للأجيال الحالية رومن بين هذا الكم الهائل من الموروثات الشعبية ( نذر حلال المشاكل ) ,وفيه يُحضِر صاحب المشكلة كمية من مخلوط الكرزات والحلويات المكون من سبعة أشياء ليس فيها قشور مثل الجوز واللوز والفستق وحمص وزبيب ( بدون عود ) ومصقول وحلقوم ….. ويُقرأ عليه الآيات القرآنية ودعاء حلال المشاكل ويناجي الله بقضاء حاجته بحق أنبيائه وأوليائه ويذكر مشكلته ويكون هذا في كل ليلة جمعة حتى تقضى حاجته ويوزع الكرزات على الناس يأكلونه ويذكرون مشكلتهم لتُحَل , ويقال بأن هذه الكرزات لا يحق للرجل أو الولد أن يأكل منها , إذ لو أكل منها سيدخل السجن لسبب ما أو يتهم بتهمة وهو بريء منها أو يحبس رزقه , وهذا الموروث فيه قصة عبد الله الحطاب وابنته ودعاء زوجته لحلال المشاكل ولا يسعني المجال هنا لذكر هذه القصة .

نحن كشعب وكبلد اليوم نمر بمشاكل جمة في كل المجالات منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وحار الشعب والمخلصون من رجال الدولة وساستها في حلها , لقد أبتلي هذا البلد بثلة من السراق والحرامية واللصوص الذين تبوّأوا مناصب حكومية لها التأثير في صنع القرار مما جعل حل مشاكل البلد صعبة جدا فهي لا ينفع بها التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات ولا حتى الانتخابات

وينك يا حَلّال المشاكل أريدك تحل هالمشكلة … بلد متعوب وهمومة مثقلة يا حَلّال المشاكل أريد أنذر نذر وأدعو في كل ليلة جمعة أن يعود هذا البلد سالما معافى وينعم أهله بخيراته,ونذرا عليَّ إذا أنحلت مشكلة هذا البلد , ويسقط فيه الفساد والفاسدون وكل السراق والحرامية الذين دمروا البلد وأوصلوه إلى الهاوية… أوزع طناً من حلال المشاكل