أسرار وخفايا زيارة كارتر لبغداد..(تحليل)

زار وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر بغداد في 17نيسان الجاري، والزيارة لم تكن مفاجئة كما وصفها البعض بل تندرج في إطار التشاور والتنسيق مع الحكومة العراقية بصدد ملف الحرب على (داعش) وقد أكد الوزير الأمريكي موقف واشنطن بمواصلة الدعم (اللوجستي والاستشاري والمعلوماتي) للقوات العراقية دون التدخل المباشر... وهذا الموقف ليس بجديد إنما الجديد هو الآتي:
(انتقال واشنطن إلى توسيع الدعم العسكري ليشمل مرونة أكبر في قواعد الاشتباك من خلال القيام بعمليات عسكرية نوعية بقوات خاصة (الإنزال الجوي) واستخدام طائرات هجومية أكثر تقدما في ملاحقة زعماء تنظيم داعش ورصد تحركاتهم وتصفيتهم أو اعتقالهم، وتخصيص وحدات مدفعية ثقيلة لإسناد القوات العراقية، وإرسال المزيد من المستشارين العسكريين لمرافقة التشكيلات المقاتلة العراقية نزولا الى مستوى الوحدات المتوسطة والاستمرار في تدريب رجال العشائر وقوات الشرطة المحلية لتتولى عملية مسك الأرض بعد تحريرها مع تقديم بعض الأسلحة والمعدات تدفع قيمتها بالآجل مع قروض ميسرة لتسهيل ذلك..).
ويعتقد أن ملفي (الفلوجة والموصل) كانا في صميم المباحثات التي أجراها كارتر مع الدكتور ألعبادي ووزير الدفاع خالد ألعبيدي وبناءا على نتائج الزيارة وما تمخض عنها وصل (رئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد) إلى بغداد في أعقاب مغادرة الوزير الأمريكي لترجمة ما اتفق عليه إلى مهام تنسيقية مشتركة على الأرض وفي الجو عبر طيران التحالف الدولي..
ويسود اعتقاد في العاصمة العراقية بأن الوزير الأميركي قام بمساعي سياسية بين بغداد والرياض بهدف تقريب وجهات النظر بين الطرفين أثمرت بعد لقائه (ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان) عن توجيه دعوة ملكية للعبادي لزيارة المملكة لبحث الملفات ذات الإهتمام المشترك وفي مقدمتها ملف الحرب على الإرهاب والدور المنتظر لدول مجلس التعاون الخليجي فيها وبما يخدم سياسة واشنطن القائمة على تفويض دول المنطقة بمهمة قتال داعش بشكل مباشر..
نستدل من التحركات الأميركية أن واشنطن لا ترغب في التدخل والتورط في الحرب على الإرهاب إلا بقدر تأمين وحماية مصالحها وأمنها القومي... ولا يمكن انتظار أي مفاجئة خلال ما تبقى من ولاية الرئيس أوباما وحتى الرئيس القادم سيكون محكوما بذات الشروط والقيود الحالية إلا في حالتين طارئتين وهما:
1. تعرض الولايات المتحدة إلى هجوم إرهابي خطير داخل أراضيها.
2. تعرض مصالح ومواطني وأمن الولايات المتحدة في الخارج الى الخطر.
عند ذاك فقط يمكن الحديث عن تغير دراماتيكي في موقف وإستراتيجية واشنطن التي تتحدث بلسان رئيسها أن العام الحالي وحتى نهايته سيشهد تنفيذ المهام الممهدة لمعركة الموصل القادمة.. وهذا يعني أن الحرب لا تزال طويلة ومعقدة وتحتاج إلى مزيد من الدماء واستنزاف الموارد في المدى المنظور على أقل تقدير...