خوف المواطن من الوطن |
اشد انواع الخوف والفوبيا الحقيقية عندما يخاف المواطن من الوطن الذي ولد وتربى وترعرع فيه ، نعم كثير من الاوطان وبلدان العالم وليس تحديدا في وطن وبلد ما بل في كل بلدان العالم والتي لاتوفر الامن والامان والاستقرار والعيش حرا كريما يعطي واجباته وينال حقوقه الطبيعية فان مثل تلك البلدان التي لاتوفر كل هذه المعطيات يقينا ستزرع الخوف والرعب في نفوس مواطنيها بل يفقد فيه المواطن مستقبله ويعده مستقبل مجهول الامر الذي يروح مضطرا ان يبحث ويفتش له عن وطن وبلد ومكان مهما كان انتماؤه ولغته فقط انه يوفر له الامن والامان والعيش به حرا كريما يمارس طقوسه الانسانية بلا اكراه ويمارس فيه حرياته الانسانية التي يجد فيه كل الاحترام والتقديس كانسان خلقه الله سبحانه وتعالى باحسن صورة ، وفي العراق ومنذ سبعينيات القرن المنصرم بدات تطفو على الساحة وان كانت مدة السبعينيات تعد من العصور الذهبية التي عاشها العراق لما توفرت في تلك المدة من مقومات العيش الكريم الى جانب الاستقرار الامني والاقتصادي والسياسي رغم الشوائب التي ظهرت في تلك المدة والتي راح يعلق عليها خبراء السياسة والاقتصاد من المحللين مؤكدين بتحليلاتهم وتوقعاتهم من خلال قراءة مايدور في اروقة السياسة الداخلية والخارجية ومايدور في جعبة المواطن العراقي ونظرة الشعوب وحكام الدول المتطورة والمتقدمة تجاه العراق فراحوا يؤكدون ان العراق الذي يتعرض لمؤامرات خارجية وداخلية وسرعان ماستؤثر على عموم المواطن العراقي سرعان ماستظهلر وتطفو على المشهدين الامني والسياسي ويضاف لها الاقتصادي بعدما كان سعر الدينار العراقي يساوي ثلاثة دولارات وبضع من السنتات الامر الذي انتعش فيه اقتصاد العراق ليسيل لعاب الحاقدين والمتامرين من شتى الجنسيات والاجناس ليخططوا ويعدوا العدة لايقاف وتعطيل عجلة العراق وتركيع المواطن العراقي وادخاله بمتاهات ربما تقتل طموحاته وآماله. نعم مدة السبعينيات من القرن المنصرم التي كانت هي الذروة بالاستقرار كانت البداية لاستقبال المخططات والمؤامرات على العراق ، ولا اريد اخوض بالتفاصيل التي رافقت سنوات نهاية السبعينيات من احداث سياسية ولكن شهدت نهاية السبعينيات متغيرات كبيرة ربما ذروتها المؤامرة التي خطط لها بانقلاب عسكري على نظام الحكم ايام الرئيس الراحل احمد حسن البكر والتي انكشفت خيوطها من قبل سياسيين وعسكريين عراقيين وبتخطيط ومباركة خارجية واجنبية ، وفي تلك المدة يرحل البكر عن كرسي السلطة ليسلمه الى نائبه صدام حسين الذي كان صاحب نفوذ قوي ومتفرد ومؤهلاً ان يقود العراق مع حزب البعث الذي كان الاقوى بين احزاب المنطقة ، نعم العراق مر بظروف مع مطلع الثمانينيات رغم التطور العمراني عسكرية ومخططات اقحمته في ان يخوض حربا طاحنة مع الجارة ايران ولاسباب عدة ، هذه الحرب جعلت من المواطن العراقي ان يفكر بمغادرة العراق الى دول اكثر اماناً واستقراراً لتنتعش مرحلة الثمانينيات بهجرة قسرية لعوائل عراقية ، بعدها تتسارع الاحداث رغم خروجنا من الحرب لتاتي مرحلة اجتياحنا الى الجارة الكويت والتي كانت الضربة القاصمة لاركان النظام والتي مازالت تداعيتها الى يومنا هذا والاجتياح مهد لاحتلال العراق بل وسقوطه في العام 2003 المرحلة التي تعد من اهم المراحل الماساوية للعراقيين ، وبكل تاكيد ان المرحلة مابين الثمانينيات والالفية لم تستقر في العراق بل مهدت الى هروب الملايين من العراقيين الى خارج العراق خوفا من المجهول القادم . والان وبعد الاحتلال ومامر العراق من احداث لايتحملها العقل البشري من دمار وقتل وهلاك وتدهور لدولة كانت تعد من اقوى دول المنطقة اقتصاديا راح المواطن يبحث مرة اخرى واخرى عن مكان وملاذ آمن يوفر له ولعائلته العيش حرا كريما بعدما خرج من قبله آبائه وربما اجداده الى دول العالم. نعم مازال بل يتضاعف الخوف والفوبيا للمواطن العراقي الذي لايستطيع ان يوفر له لقمة العيش اليومية وصار الخوف يتملكه ويعيـــــش بين جدرانه ويفكر جادا بالهروب من هذا الخوف وصار المواطن يترحم على ايام صدام لرغم حروبه وايامه السود ليس حبا به بل كرها للذين اتوا من الخارج من شخصيات واحزاب وتيـــــــارات ليقودوا العراق بالتالي سرقوا ونهبوا خيراته بل اذلوا مواطنه وزرعوا الخوف في نفوسه مايمر به الانسان عندما يخاف المواطن من الوطن .
|