حكومات الفشل والفساد

 

جاءت ظاهرة تسلط (الاقلية) الحاكمة على (الاكثرية) المحكومة من خلال استخدام القوة واصدار القرارات للترويج عن احقيتها بقيادة الدولة، وتحقيق مصالحها الخاصه على حساب المصالح العامه من جهه اخرى تحت شعار تطبيق القوانين من اجل تحقيق الخير والنفع العام، دون احترام مشاعر الشعب الذي جاء بها الى هذا المكان من المسؤوليه السياسيه والاداريه. كما حصل ذلك بعد الانقلاب على العمليه السياسيه في العراق بعد الاحتلال الانكلو امريكي البغيض، ويعد ذلك تشويه لجوهر الديمقراطيه المزعومه، فالاستحواذ على السلطه واتباع سياسة التهميش والاقصاء وعدم تنفيذ برامج العمل السياسي والمدني والخدمي المتفق عليه بين (الاكثريه) المنتخبه (بكسر الخاء) والاقليه المنتخبه (بفتح الخاء) وقد تمثلت هذه الظاهره بعدة اشكال كاستحواذ الحزب الواحد على السلطه وحصر القرارات المهمه بقياده سياسيه وتمركز قياداته في المراكز والوظائف الداخليه والخارجيه دون النظر الى رأي الاحزاب والكتل السياسيه الاخرى المتحالفه معه سابقاً والمشاركه معه لاحقاً مما ادى حصر المسؤوليات الاداريه والماليه والعسكريه بفئات قليله من انصار واتباع الحزب الواحد وقد ساعد ذلك على شيوع ظاهرة المحسوبيه الحزبيه والمنسوبيه العائليه والمذهبيه وشجع على الفساد الاداري و المالي حتى تحول الحفاة اسياداً والمبادئ احقاداً والاعتبارات الاخلاقيه والاجتماعيه والثقافيه مهزله ولعبة بحيث تمكن الجهل والتخلف والاميه والتزوير والفساد من الهيمنه على الحياة العقلانيه في اكثر من مؤسسات الدوله التربويه والعلميه والسياسيه والثقافيه والاجتماعيه حتى ضاعت ذوات الناس بعملية تطبيع سياسيه هجينه اختلط فيها (الحابل بالنابل) واشتعلت الحرب بين (الاقليه) الظالمه التي تشكل عش الفساد والاكثريه المظلومه الفقيره مما زاد في غضب الشعب النبيل ومحاولته الغاء العقد المتفق عليه بينهما من خلال العمليه الانتخابيه التي جاءت بهذه الاقليه الفاسده في مؤسسات الدوله التشريعيه والتنفيذيه والقضائيه والتي حكمت بمبدئ (دع الشعب واحكم بما تشاء) لم تشعر هذه الاقليه (الطبقه السياسيه الفاسده) بمشاعر وغرائز واهات والام الاكثريه لذلك انقلب سحر الساحر عليه وخرج الشعب للمطالبه بالتغيير والاصلاح تغيير نظام الاقليه السياسيه الفاسده (نظام المحاصصه) ويستطيع الشعب بواسطة ممثليه اسقاط من يشاء من الحكام الفاسدين وتنصيب غيرهم من الحكام المخلصين وهكذا اخذت الثوره طريقها من خلال الاغلبيه الثائره داخل البرلمان عندما رأت بأن حرية الشعب مهددة وحقوق الناس غير محميه جاءت الثوره لتكون وسيله من وسائل محو الفساد وازالة سلطة المحاصصه الفاسده التي تحكم بأسم الاغلبيه وهذا التوجه السياسي هو حق مشروع لعموم الشعب بالاحتجاج والثوره من خلال ممثليه في المؤسسات الديمقراطيه وهو حق الشعب فالشعب هو مصدر السلطات وهو صاحب الحق فيها ولاعذر لمن لايحترم الشعب ورأي الاكثريه الخيره