يوم 24 نيسان للموت

 

 24/4/1974  يوم اسود وحزين ودام.. عندما هاجمت طائرات النظام العفلقي المقبور مدينة قلعة دزة الغافية بين مجموعة  من الجبال السامقة الخضر.. أقول عندما هاجمت طائرات الحقد الشوفيني المدمر.. مدينة  قلعة دزة التي انتقلت اليها جامعة السليمانية لغرض التخلص من ايذاء واضطهاد البعثيين لطلابها وبغية ايجاد ملاذ آمن مؤقت لتلك الجامعة الوليدة وقتئذ.. في الهجمة اللانسانية قتلت طائرات النظام المجرد 130   شخصاً من الطلاب والنساء والأطفال والشيوخ وأصيب نحو 140  شخصا بجروح مختلفة.. ولعل قصة الحاج احمد خضر البشدري الذي ابيدت عائلته بالكامل زوجته الحاجة وابناؤه الثلاثة وبناته الثلاث.. من جراء تلك الضربة الغادرة لتصبح قصته المؤلمة قصة الاجيال كلها..

هذا الحاج المؤمن المحتسب لم ينزع لباس الحداد من عام 1974  ولغاية وفاته في عام 2007  اذ لم يحضر حفل عرس ولا يذهب الى مناسبة سعيدة.. بل ظل طوال الـ33  سنة كئيباً حزيناً متألماً باكيا..

يذكر الله ويحمده يقوم الليل ويصوم معظم الايام منتظراً ساعة الفرج وحكم عدالة السماء.. وهذا ما حصل يوم التغيير العظيم في 9/4/2003  عندما رحل الى لا عودة نظام القتل والقمع، والتهميش والتدمير.. الذي بمجرد سماعه برحيل النظام حتى توجه الى المسجد القريب من داره ليصلي صلاة الشكر..

ومع ذلك فقد غلفت حياته كلها موجة الاحزان العظيمة.. جراء فقدانه لرفيقة دربه وفلذات اكباده.. الذين تضم قبورهم مدافن قلعة دزة.. لتصبح مزارا يؤمه الناس ويستذكرون ما جرى لابناء الشعب العراقي.. على يد طاغية مجنون ورجال حزبه الفاشي لم يترك موبقة ولا فاحشة ولا مظلمة ولا مأثمة بحق هذا الشعب البريء الا واقترفها ففي ذلك اليوم النسياني المشرق امتلأت سماء المدينة بمجموعة من طائرات زراعة الموت لتقصف موقع الجامع الفتية اثناء دراستهم..

لتفرغ حقد وحنق النظام الدكتاتوري المقيت على نواة المستقبل من زهور وزهرات تلك الجامعة الشهيدة.. لقد اعتبر هذا اليوم الحزين من قبل حكومة اقليم كردستان يوما للشهيد الجامعي رحم الله شهداءنا جميعاً..

ولعنة الله الى الأبد على كل الذين اساءوا الى هذا الشعب الصامد الصابر بعربه وكرده وباقي مكوناته الاصيلة.