حرب الألوان |
يبدو اننا كشعب مصاب بعمى الالوان منذ القدم وقد تعصف بنا حرب لونية ارى انها تلوح بالافق حمانا منها واياكم رب الالوان السبعة وستكون وخيمة (تُوخمنا ايخاما) فيصاب العباد والبلاد من جرائها بداء (التحّول اللّوني) الذي يجعل جلودنا المدبوغة تتحول وتاخذ لونا اخر لا سمح الله . (وكـــــــشعب مُستكين) اسْتَكان وعانى الأمَرَّينْ مع قصة الالوان هذه على مدى تاريخه القديم والحديث فلقد ساهمت هذه الالوان ورموزها باطالة اظـــافرامراء الطوائف وزعماء الفتن وصبغتها بصبغتها وفي حِقـــــــبةٍ زمنيةٍ عراقيةٍ متاخرة وابَّانَ ازدهار اللون الاحمرالذي يرمز للعنـــــــف والدم كما ذكر في كتب الاديان والتاريخ القديم وكرمزٍ للثورة والهيجان في عصرنا الحالي ظهر في الافق وفي العقد الثاني من القرن المنصرم الحزب الشيوعي (الفكر الاحمر) حيث دخل الينا غزو فكري فكانت (القندرة الحمرة) وربطة العنق الحمراء والقلم الاحمر جرائم تُدْبَغ بسببها جلود مرتكبيها وتتهدم لها صوامعُ وجوامع. فراح ضحيتها فطاحل الرجال الذين تعرضوا للقهر والاذلال في غياهب الطوامير تارة وتَطْأطأتْ رؤوس جهابذة عظام تحت اعواد المشانق والاحبال تارة اخرى كل ذلك كان بسبب اللون الاحمر ولست انسى ماحييت ذلك اليوم الذي قضيته جالسا في وضعية صعبة على قنينة البيبسي كولا الزجاجية الرصينة (بيبسي العراقي ايام زمان) بسبب قصيدة غرامية كتبتها لعشيقتي بقلم الحبر الجاف الاحمر ورفعتها لاستاذ اللغة العربية انذاك للاشتراك في مسابقة عيد الطالب ايام دراستي الاعدادية ولشدّة الالم اعترفت صاغرا انني كنت من افراد حزب الدعوة العميل كما كان يسمى سابقا فتاكد للجميع انني مخبول فافرجوا عني مع بعض الركلات (جلاليق) فشفي جرحي على اثرها وجاءت مرحلة بزوغ الوان الطيف العراقي وتعددت الالوان والدين واحد وبدا تناغم الالوان على طريقة الراسخون والمهاجرون وانغمس الناس في لعبة الالوان المقدّسه فكان اللون الابيض الذي يرمز للعفة والطهاره لم ناخذ منه غير رمزية الموت والانتحاراو نرتديه لادماء هاماتنا في احتفالاتنا الطقسية الموسمية . ثــــم عرفت البلاد في هذه المرحلة ازدهارا لونيا اسود ولكن على طريقة الاســــــلاف والاجداد هذه المرة ولا انـــــــكر ان كـــثيرا من خلطاء الناس قد راق لهـــم لون هذه الراية السوداء التي ترمز الى الموت والحزن ولا ادري لم التعجل بالموت ؟ وهرولوا منضوين تحت شعارها كما النعاج الى مخـــــالب الذئاب وهذا ديدن اكثر جهلاء الناس ويبدو انه قد ترســـــخ لدى الاوباش فكرة العودة الى الرمز اللوني للدين هذه والتى عفا عنـــها الزمن حيث احدث اصحاب الرايات السود هذه مالم لم تحدثه قريش ايام زعامتها حين كان التمدد بالسيف والرجم (بالكالة). ومن الاسود القاتم الى الاصفر الساطع وكثر القول في الاصفرقديما وحديثا ولازلت اهتز طربا لاغنية المرحوم المطرب عصام رجي في اغنيته الشهيرة (هزوا المحارم هزوها) وقد ذكر في كلماتها … (فستانا اصفر حريري … والاصفر عنوان الغيرة) وجميل ان يكون الاصفر عنوان الغيرة والاصفر العدو اللدود لمن اصابه ابو صفار من الاطفال حديثي الولادة كما ذكرت جدتي (ملّوني) رحمها الله والاصفر كما اثبته العلماء الذين نسفوا نظرية جدتي هذه هو ايضا عنوان الغش والترف وسطوع الشمس كما انه يُحفّز الاعصاب المعطوبه وينشط الذهن (المْجَيِمْ) ويساعد على تنقية القنوات الهضمية المتخومة …. الخ من المزايا والمعاني وتاسيسا على ماتقدم ومن معطيات الواقع الحالي انني ارى, اننا كشـــــعب مسؤولون عن تحــــــجيم طاقاتنا الفكرية ضمن مدار كذبة نحن كذّبناها على انفسنا فصدقناها وهكذا فنحن من نُهذّبْ ونُنَمّي قدرات اربـــــــاب الفتن والطوائف ونزعــــاتهم من خلال خلق بيئة صالحة لنمــــــو هؤلاء فَخَلقوا هم بدورهم طبقة من الشباب تَطرِبُ لقولهــــــم المُزَوّق بالدّين لاهيـــــة بالنظر الى اجسامهم المُزَرْكشـــة بالالون . فلا عجب عزيزي القارئ ان ترى ثُلُة من المرتزقة (المُتَعَظّمين) لربِّ الطائفة وهؤلاء اخذت على عاتقها حمايته والذَود عنه وعينه التي تراقب ويده التي تسرق وتبطش وكذلك لا تستغرق بالاستغراب ايضا ايها المواطن المظلوم من هؤلاء حين ترى احدهم مرتديا عقالا اصفرا او يشماغا او يلف حول بطنه وزرةً صفراء: ورثنا أبانا صفرة اللون عامرا ولا شيء ادنى للخرفان من الصفر |