زيد يتهم عمرا، بكر يتهم خالدا. كل حزب وتيار عراقي، بل كل سياسي يحاول اثبات نزاهته ووطنيته عن طريق تسقيط الاخر، حتى تبلورت امامنا في خاتمة المطاف مفردة ( الثورة )، لتغدو حديث الشارع او تكاد. مع بداهة ان كل من يحلم اليوم بالمشاركة في ماراثون العملية السياسة العراقية، لا بد له وقبل كل شئ، ان يُسَلِّمَ على العم اوباما، وذلك املا في الحصول على تاشيرة الدخول الى ذلك السباق. فالكل وبلا استثناء متساوون في نيل شرف عار العمالة والتنازل الرخيصين. وكَأنّي بساسة العراق يتبادلون الاتهامات وتعلو اصواتهم فوق الطاولة، فيما تسخر منهم احذيتهم التي تعود الى نفس المَنْشَأْ تحت الطاولة. ولو تاملنا في القائمة الامريكية الاخيرة التي تم تداولها على صفحات التواصل الاجتماعي : ((( عاجــــــــــــل :اوسع قائمة امريكية بأسماء كبار الفاسدين في العراق 12 hours ago تقرير من البيت الابيض امس السبت، عن عزم الحكومة الامريكية ومكتب المفتش العام الامريكي وبمتابعة من قبل السفارة الامريكية في بغداد باحالة “حيتان”الفساد في العراق الى القضاء ……… ))). والتي تضم عشرات الاسماء من كبار الفاسدين في العراق، وذلك بدءا باسم ( فاضل محمد جواد ) وانتهاءا باسم ( خضير الجبوري )، بالاضافة الى اسماء سبعة وستين مديرا عاما وعشرات من اسماء التجار واقارب المسؤولين. والتي صدرت في الربع الاول من العام الجاري ٢٠١٦. اقول، لو تاملنا في هذه اللائحة. لعرفنا حقيقة ان ترتيب البيت السياسي العراقي، انما يتم في ارشيف وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ال ( سي آي ايه ) وليس في بغداد، وان لا مجال للثرثرة والشعارات الجوفاء. وحقا ما اشبه اليوم بالامس، حين قامت الادارة الامريكية بطبع صور المقبور صدام حسين وزمرته المجرمة على اوراق اللعب، وذلك كناية عن انتهاء دورهم وصلاحيتهم. فَيا لَسُخْريّةِ القَدَرْ. حين يصبح العراق المتوغل في عمق التاريخ، العوبة بيد اقزام السياسة، الذين جعلوه بمثابة الباحة الخلفية لصناع القرار في واشنطن. بحيث غدى الحديث عن عراق حر يتمتع بالسيادة الوطنية بمعنى الكلمة، سابقا لاوانه، بل ضربا من الخيال.
|