لم يبقى سوى أقل من أسبوع الى اليوم العمال العالمي ويجدير ان نلقي نظرة الى وضع العمال في إيران تحت ظل حكم الملالي ، لأن أكبر الضغوط في ظل حكم خميني البغيض الذي سمى نفسه بحكومة المستضعفين، يقصم ظهر المستضعفين أنفسهم. وفي هذه الأيام نسمع أصوات احتجاجات العمال أيضا. طهران – 20 ابريل 2016: تزامنا مع ثالث يوم لاحتجاج المتقاعدين في معمل الفولاذ، اقيم تجمع احتجاجي لجمع من الأساتذة ومدرسي المؤسسات الفنية والمهنية مقابل برلمان النظام. ويقول المحتشدون انهم عملوا على صيغة العقد لفترة تتراوح بين 5 و10 أعوام والآن يريدون توظيفهم ضمن ملاكات ثابتة. يوم 11 ابريل وفي هفت تبه بمحافظة خوزستان، احتج العمال الطافح كيل صبرهم في شركة القصب السكري الزراعية والصناعية وأضربوا عن العمل. هذه كانت نماذج من الاعتراضات خلال هذا الشهر. وبدآ نظام الملالي ممارساته المذعورة لمنع تظاهرات العمال في اليوم العالمي للعمال. ولكن الواقع هو أن العمال وخلال سنوات حكم الملالي لم يتوقفوا عن النضال من أجل نيل حقوقهم ولو أن النظام يمنع نشر أخبار الاحتجاجات ولكن تفيد الاخبار الواردة من داخل إيران أن في العام الايراني الماضي (1394) بلغ عدد التظاهرات والاعتصامات العمالية في عموم البلاد 1648 حالة. وهذا يبين أن أعمال النهب والابتزاز وممارسة القمع الحكومي الهمجي رغم كثرتها لم تستطع منع توسع أبعاد الاحتجاجات. ويمكن تصنيف الاحتجاجات العمالية على محاور: 1- احتجاجات ضد تدني حقوق وأجور العمال 2- احتجاجات على عدم دفع رواتب العمال 3-احتجاجات على عدم وجود الأمن المهني وطرد العمال 4- احتجاجات على الخصخصة وأعمال النهب والابتزاز هذه الاحتجاجات ظهرت على أشكال مختلفة. أهمها حركة عمال البتروكيمياويات في ماهشهر في نوفمبر2015 حيث شكلوا سلسلة بشرية لعشرة آلاف من العمال. وجه آخر من الاحتجاجات ظهر على شكل وقفة أمام مضايقات النظام لطرد أو اعتقال ممثلي العمال وتسجينهم حيث لاقت مقاومة العمال الناجحة منها: في يوليو الماضي أضرب عمال النسيج في معمل آران وبيدكل في بلدة سليمان صباحي الصناعية عن العمل للاحتجاج على عدم صرف رواتبهم لـ4 شهور. وقام عناصر النظام بطرد 10 من العمال المحتجين بغية ترهيب سائر العمال بتهمة التشجيع على الاضراب. ولكن هذا الأمر لم يدفع العمال الى التراجع بل زاد من دوافعهم في وقفتهم بحيث أجبروا عناصر النظام على دفع جزء من مستحقاتهم. كما ان احتجاجات العمال وفي بعض الحالات قد أرغمت النظام على التراجع. منها احتجاج 1000 عامل في معمل «لوله ونورد صف» حيث أحرقوا اطارات السيارات أمام المعمل وطالبوا بدفع أجورهم المتأخرة منذ 4 شهور. كما وفي بعض الحالات جعل مواجهات العمال النظام مذعورا. فعلى سبيل المثال احتجاجات العمال في بهبهان وبشكل خاص في مصفى بيدبلند حيث أدت الى حرق كارفانات ادارة المصفى. ان الوقوف من أجل نيل أهداف الاحتجاجات والاعتصامات كان ميزة أخرى للاحتجاجات العمالية و هذا ما ظهر في احتجاجات العمال في مناجم البلاد. التواصل كان صفة أخرى للاحتجاجات العمالية. منها في بوشهر وعسلوية عند احتجاج العمال في شركة صدرا لصناعة السفن أو تجمع العمال المفصولين عن العمل لشركة أحداث مقابل دائرة العمل في عسلوية حتى شباط 2016 حيث تواصلت الاحتجاجات لعدة أيام في كل مرة. كما وفي بابدانا بمدينة كرمان واصل عمال منجم الفحم الحجري «هشوني» اضرابهم لعدة أيام لنيل رواتبهم غير المدفوعة. ومن جملة خصائص الاحتجاجات العمالية كانت وسعة نطاقها وتزايدها السنوي. الأمر الذي أثبت أن كل محاولات النظام والمضايقات والضغوط وحملات الاعتقال لم تكن لها نتيجة سوى تصعيد مشاعر الغضب لدى العمال وزيادة ارادتهم القوية لنيل حقوقهم.
مصدر | وحدة التحقيقات حركات العمالية للمعارضة الإيرانية
|