مفهوم الصدفة فلسفيا وعلميا |
يوجد للصدفة مفهومان:اﻷول: المفهوم الفلسفي للصدفة ويسمى إصطلاحا ( الصدفة المطلقة).الثاني: المفهوم العلمي للصدفة ويسمى إصطلاحا ( الصدفة النسبية).فالمفهوم الفلسفي للصدفة ( الصدفة المطلقة ) المراد منه أن توجد حادثة بدون سبب، وهو مستحيل ، ﻷن الحادث يحتاج في وجوده الى المحدث وإلا صار وجوده واجبا بالذات وهو خلاف كونه حادثا.وأما المفهوم العلمي للصدفة ( الصدفة النسبية ) فالمراد منها أن يقترن شئ بشئ بدون أن يكون بينهما علية أو تسبيب واﻷمثلة على الصدفة النسبية كثيرة جدا فمثلا يقترن إنقطاع التيار الكهربائي مع دخول صديقك الى بيتك فهذا اﻹقتران مجرد صدفة نسبية وليس بين انقطاع التيار الكهربائي ودخول صديقك للبيت أي تسبيب وعلية.وهاتان الحادثتان لهما أسبابهما فإنقطاع التيار الكهربائي له سببه ودخول صديقك البيت له سببه.والصدفة بالمفهوم العلمي ( الصدفة النسبية ) غير مستحيلة عقلا...وقد يعبر عن الصدفة باﻹتفاق نقول صادف أو أتفق ...وفي التقويمين الهجري والميلادي نقول المصادف أو الموافق إشارة الى الصدفة النسبية التي نعبر بها عن أقتران هذا اليوم من التأريخ الميلادي بهذا اليوم من التأريخ الهجري..فقد يصادف ان يأتي شهر رمضان في الشتاء وقد يصادف أن يأتي في الصيف أي أن شهر رمضان يطوف على كل أشهر السنة الميلادية...وقالوا في اﻷمثال ( رب صدفة خير من الف ميعاد ) يعني أنك بدون قصد وتسبيب تلتقي بصديقك أما الميعاد فهو القصد والتسبيب لرؤية صديقك.وهذه هي الصدفة بالمفهوم العلمي ( الصدفة النسبية ) وهي ممكنة عقلا وغير مستحيلة...ومن المؤسف جدا أن هناك عقلا جمعيا لدى الكثير من الناس وخاصة بعض المتدينين ، فهم بمجرد أن يسمعوا كلمة " صدفة " يقولون لك ( أتق الله نحن لا توجد عندنا صدفة )!وقد إتضح أن الصدفة المطلقة مستحيلة الوجود على عكس الصدفة النسبية فهي ممكنة وغير مستحيلة ، وإن أغلب إستعمالات كلمة الصدفة المراد منها الصدفة النسبية أي المفهوم العلمي للصدفة وليس الصدفة بحسب المفهوم الفلسفي ( الصدفة المطلقة ). |