غرفة الطالبات

 

خصصت كليات ومعاهد العاصمة بغداد غرفا خاصة للطالبات تكون عادة بعيده قليلا عن قاعات المحاضرات والصفوف الدراسية والادارية ، ويقينا اننا تنذكر تلك الغرف في اجمل مراحل دراستنا في المعاهد والكليات التي تهدف الى انشاء مثل تلك الغرف الخاصة للطالبات فقط لقضاء وقت الاستراحة مابين المحاضرات وربما لترتيب بعض الاحتياجات الخاصة للطالبة او لتداول احاديث خاصة بعيدا عن العنصر الذكوري ، ومازالت اتذكر وبقوة غرفة طالبات معهد الفنون الجميلة التي كانت تنبعث منها خلال تواجد طالبات المعهد الادخنة المختلفة للسكائر وكانها ( كورة طابوق) اضافة الى انها كانت تصدر منها اصوات حد الصياح مصحوبا بكركرات الطالبات مرة ، ومرة اخرى نتقصد ان نلتف حول الغرفه لنستمع الى اصوات احداهن وهي تؤدي اغاني اسمهان والسيدة ام كلثوم تؤديها طالبة تنتمي لقسم الموسيقى فتصيبنا الدهشة بل نتمنى ان لاتنتهي الفرصة المخصصة وان يبقى الحال كما هو لنستمع الى مزيد من الاصوات الغنائية الجميلة ، ومرة نتمنى ان تنتهي الفرصة في اسرع وقت لنتخلص ونهرب من الاصوات النشاز والاحاديث غير النافعة والتي تصل حد الصياح وكانك تمر امام ( حمام نسوان ) نعم تلك هي كانت غرف طالباتنا بكلياتنا ومعاهدنا ولااعرف هل مازالت عامرة تلك الغرف التي للاسف انتقلت الى بعض مؤسساتنا ودوائرنا التي تحتاج الى تركيز والقراءة والكتابة والجهود الاخرى فنجد ان بعض الغرف في تلك الدوائر تحولت للاسف الى غرف مزعجة ومصدرا لاصوات نشاز لموظفات يختلقن الكركرات الغير مبررة والاحاديث الفارغة والتي لاتصب في عملهن كومظفات ومنتجات يقمن بتفريغ مابحوصلتهن من احاديث وهموم في غرفه تجمعهن وبالتالي يضطر الموظف والعامل ان يصبر نفسه وهو يستمع مجبرا على مثل تلك الاحاديث التي تقتل ساعات الدوام اليومي وتشجع على التقصير في عمل اي موظفة اعتادت ان تتحدث باصوات عالية ونشاز يرافقها كركرات تخدش الحياء وتنسى ان صوت المراة في الشرع والدين يعد من المحرمات اذا ما اسيء استخداه ، نعم غرف الطالبات ذكرتني ببعض غرف دوائرنا التي صارت مصدرا لازعاج الموظفين ومصدرا لقتل الوقت وتفريغ ربما هموم الموظفة التي تعاني المشاكل في محيطها البيتي بالتالي تشكل مصدرا قويا للازعاج والطامة الكبرى ان الانتقادات والتحذيرات التي توجه الى هذه الشريحة من الموظفات او العاملات لاتجدي نفعا مايؤكد انهن يعشن في وهم ومرض لاينفع معهن دواء الا الجلوس في البيت لتبقى فيه تعربد وتكرر كيفما تشاء ورحم الله ايام غرف طالباتنا التي كانت تصدر تها اصوات غنائية تؤدي روائع ام كلثوم واسمهان ورحم الله ايامنا الخوالي التي كان الاحترام والخجل هما الصفتان الاقوى بين الطلبة والموظفين والعاملين في كافة دوائر ومؤسسات الدولة . وياليتنا على ايام غرفة الطالبات .