رئيس الوزراء العراقي بين (جواد ونوري)

 

الكل يعلم ومنذ سقوط النظام البعثي وبدء التغير السياسي في العراق ان الشخصيات المعارضة العراقية والتي جاءت من الخارج نظرا لعملهم الجهادي الذي مارسوه في مقارعة الديكتاتورية والتي انتهت الى زوال الحكم الصدامي اغلب هذه الشخصيات كانت بأسماء حركية وعفوا من خلال هذه الاسماء حتى انهم عرفوا بها واشتهروا. ومن هذه الشخصيات هي شخصية جواد المالكي (ابو اسراء )  والذي لم نعرف له اسم اخر الا هذا.

   في الجمعية الوطنية كان جواد المالكي على ما اتذكر رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية وقد كنت شخصيا معجبا بهذه الشخصية لما اراه من شدة في مطاردة البعثيين ولا يكاد ان تمر لقاءات للسيد جواد الا ويتكلم عن البعثيين بأقسى العبارات وكنت وقتها اعتبره هو الشخص المناسب وهو امل الشعب المظلوم في القصاص من الظلمة وكنت احسبه هو من يمسح دموع اليتامى ويطفئ لوعة الثكالى .

   جواد هذه وفي خضم عملية سياسية فتية ومتخبطة صعد للواجهة ليكون رئيس الوزراء العراقي بعد مخاض عسير من الخلافات والاختلافات وبعد صعوده بفترة عمم كتاب لجميع وسائل الاعلام والدوائر الرسمية باستخدام الاسم الحقيقي للسيد رئيس الوزراء وهو نوري كامل المالكي وبدأ هذا الاسم يشق طريقه للظهور , وحينما سمعنا بها الاسم وان صاحبه تسنم اعلى هرم في الدولة ظننا ان السيد نوري سيكون امتداد لسيرة السيد جواد وبما انه رئيس الوزراء كنا نظن ان يد من حديد ستسلط على البعثيين , استمر الحكومة وبدأ وكان السيد نوري بدأ يمهد لنفسه للتمسك بالحكم وبدأت الخطوات العملية لذلك وبدأت القرارات تتغير وتتخذ منحنى اخر  وخصوص على صعيدي محاسبة المفسدين والتوقف من حزب البعث . , فرأينا ان شدة جواد بدأت تخبو وان نوري بدأ يتساهل بشان الحزب المقبور والاجهزة الصدامية فتغير اسم هيئة اجتثاث البعث الى المسائلة والعدالة ثم تلتها عودة البعثيين من دون عضو فرقة بعدها سحب حمايات رئيس هيئة المسائلة والعدالة الشهيد علي اللامي ومقتله على طريق القناة والكثير من القرارات التي خدمت اجهزة القمع الصدامي .

وفي الفترة الاخيرة وبعد تصاعد التظاهرات في المنطقة الغربية هذه التظاهرات التي لم يكن يحلم بها احد هناك ان تكون بهذه الجرأة والاساءة للحكومة ولشخص رئيس الوزراء وكما يقول احد التحليلات لاحد الخبراء السياسيين" ان سياسيات نوري رئيس الوزراء العراقي هي من جرأت متظاهري المناطق الغربية للقيام بتظاهرات ومطالب لم يكون يحلموا بها قبل اقل من خمس سنوات " بدأ نوري رئيس الحكومة باتخاذ قرارات عجيبة فتم رفع الحظر عن الاموال المنقولة وغير المنقولة لأعضاء حزب البعث والاجهزة القمعية عدا قائمة ال 55 مع الاحتفاظ ببيت لكل عائلة من 55 اي احتفاظ ببيت لصدام وعزة الدور والاخرين .

   تخطى الامر حدود المعقول والمنطق ليصدر نوري القرار الذي يعتبر طعنه في قلوب ذوي الضحايا واستخفاف بدماء الشهداء الا  وهو القرار القاضي بإعادة جميع اعضاء البعث وصرف الحقوق التقاعدية لمن يرغب منهم وكذلك صرف التقاعد لفدائي صدام هذا التشكيل الدموي الذي مازالت مشاهد قطعهم لرؤوس ابناء الشعب العراقي باقية في الاذهان . كذلك القرار القاضي بالتعاقد مع كبار ضباط البعث كمستشارين لوزارة الدفاع العراقية .

  هذه القرارت بمجملها تجعلنا نتساءل يا سيادة رئيس الوزراء الى اين انت ذاهب بنا الى ابن تقود سفينة العراق ألهاوية جديدة وحكم بعثي اخر وانت تعلم قبل غيرك ان البعثيون عرفوا بالخيانة وبالانقلابات وخصوصا انك لن تكون بعيد عن مرمى بنادقهم .

  سيادة رئيس الوزراء اقولها وبحرقة مظلوم ان دماء الشهداء من ضحايا البعث لم تجف للان وأنات الارامل لازلت توي ودموع الايتام لما تجف وسيذكر التاريخ انك اكرمت قاتلي الشعب العراقي وظالميهم ولك في التاريخ عبرة.