حكاية الأربعاء




بعد أن هدأ الجميع مما جرى في الثلاثاء الديمقراطي الأسود وبعد أن أتضحت كل الصورة لا بد أن نحصي الخسائر والمنافع كما الحقائق التي توالت علينا منذ الصباح وأهمها:.
1. أتضح للشعب العراقي تماما أن الإسلام السياسي هو مشكلة المشاكل في العراق المعاصر، فهو لا يمتلك رؤية ولا يخضع للوطنية العراقية بقدر ما تحركه المصالح الفئوية وإن أدعى غير ذلك.
2. هذا التيار السياديني تيار مخادع وبرغماتي ولا يؤمن بالديمقراطية ولا المشاركة ويضرب حلفائه عرض الحائط وكأنه مخول من السماء بقيادتنا كعراقين ومن وضع يده معه موضع الحليف.
3. الصراع داخل التيار الإسلام السياسي بشقيه ليس صراعا من أجل المبادئ وإنما من أجل الزعامة والسلطة والغنائم.
4. خسر هذا التيار العقلاء في تياره من جميع الأطراف بعد سلسلة الفضائح من سرقات وأستغلال وبلطجة ونهب وأخيرا ضرب الجماهير التي أمنت به عرض الحائط دون أن يفهم بالضبط ما تريد.
5. أتضح تماما أن التحالفات السياسية بين الأعداء والخصوم والحلفاء تتم من خلف الأبواب الموصدة وبوصاية دولية وإقليمة لا تحسب للمصالح العراقية وحق الشعب أي حساب بقدر ما يهمها ما تجني هي من منافع وأمتيازات.
6. كل ما جرى منذ هبة العراقيين الأصيلة في 31-7-2016 ولليوم كان محاولة شيطانية من قوى الفساد من متأسلمين ومرتبطين بقوى ومصالح دولية وإقليمة بالحقيقة هو إعادة لتدوير دور الإسلام السياسي وإعادة طرحه مجددا بأعتباره تكنوقراط مدني وإن كان ولائه معروف ومنحاز وهذا ما ثبت من خلال إجراءات الحكومة العراقية بزعامة ممثل حزب الدعوة الإسلامية.
7. ثبت ومن خلال الوقائع أن بعض التيارات المدنية والديمقراطية وبعض اليسار العراقي عندما تحالف مع بعض أوجه التيار الديني إنما كان خياره خاطئا ومعيبا لأنه تحالف وهمي دون قواعد وأسس وأستراتيجيات , ومع ذلك خرج التيار المدني الديمقراطي الذي نئى بنفسه عن هذا التحالف هو صاحب الخيار الوطني والحقيقي والمعقول.
8. لم يعد بالإمكان أن يجيش التيار الديني تلك الأحلام والجماعات التي كان قادرا على تسيرها في الشارع إلا عندما يعترف بخطأه السياسي القاتل ويعود للصف الوطني قاطعا كل صله له بالمرجعيات الدينية التي تعمل من تحت السقوف الواطئة لإعادة العقل الجمعي والوعي الشعبي خلف إرادتها وطاعتها الإستعبادية.
حساب الخسائر والأرباح وإن كان مريرا لكنه ينبئ عن حركة شعبية جماهيرية قادمة ستكون القاضية والتي تنجز حلم التحرر العراقي من هيمة الفئوية والطائفية والعنصرية نحو روح وجوهر وحقيقة الدولة المدنية المؤسساتية التي تقوم على مبدأ المواطنة أولا وشعار العراق في قمة هرم المبادئ.