كفاك تهريجاً يا مقتدى!

طبيعي جداً أن التأريخ لا ينسى نجومه في بناء الأوطان وكذلك السراق والمتسترين عليهم والإبطال في المنطقة الغبراء قصة تراجيدية واقعية وقد ولدت من خلالها مسرحية وبطلها المطلق مقتدى الصدر الذي توجت بمبيته في خيمته موجهاً إعتصامه لساسة الفساد متحججاً بالتعديل الوزاري المزمع ولكن ما السر وراء إنتهاء الإعتصام والرحيل عن المنطقة الخضراء وهذا غير موجود بالسيناريو المكتوب بيد من يتلاعب بمقتدى فعلامة إستفهام رسمت وهي بحاجة الى إجابة!اذا اردت الحقيقة فعليك ان تستعد لكي تعرف أكثر عن سياسة الصدر وسبب اعتصامه الملفت للنظر وهناك أسباب مهمة جعلت من الصدر قابلاً ومقتنعاً بدور البطولة والمنقذ في هذه المسرحية منها.أولاً_ في اعتصامه فرصة ذهبية لإنقاذ وزرائه من المسائلة القانونية لكون إغلبهم سراق ومختلسين للمال العام وكان الأجدر به تسليمهم الى المحكمة ليأخذوا قصاصهم العادل.ثانياً_ قبوله للبطولة لمسرحيتهم الهزيلة من اجل إعادة تلميع كتلته التي تمزقت بسبب انشقاق قادته في المناطق الشعبية وتشكيل تكتلات جديدة بدعم من المالكي أولاً وإيران ثانياً.ثالثاً_ توجد مقاطع مهمة في هذه المسرحية وعلى مقتدى العمل بها بحرفة ودقة وهي عملية مغازلة وتودد لكسب تأييد السنة والأقليات الأخرى ليصبح رجل الدين الوحيد الذي يدافع عن حقوقهم.أسباب واضحة للمتابع لمسرحية (شلع قلع) من دون شك لكن مقتدى توقع أن يدق مساميراً في اقدام الحكومة التي هي في الاساس لا تريد الاسراع في التعديل الوزاري لان رئيس الوزارء لم يعقد العزم على مغادرة تحزبه ومصالح كتلته فقد ابتلعته آفة الفساد وتأخر في إعلان قدوم الربيع الديمقراطي المزعوم.إن ما لا يعرفه مقتدى الصدر عن سيئات اعتصامه بأنه سيكون السبب في بناء الدولة العميقة لحزب الدعوة وسيجعل منه الحزب الأوحد والبديل لحزب البعث بعد أن ينضم الوزراء التكنوقراط الى حزب رئيس الوزراء الذي لم ولن يتنازل عن حزبه (الدعوة) وعندها سيكون المدراء العامون ومستشارون ووكلاء الوزراء والوزراء من حزب الدعوة بنسبة مئة بالمائة حينها نقرأ السلام على الديمقراطية. نقولها بكل صراحة كفاك تهريجاً أيها (الصدر الثالث) كما يدعوك انو الحمداني فقد أدرك العراقيون استحالة هذه الوسائل المعطلة للحياة والمملوءة بالاوهام حول ثورة التكنو قراط التي تصدعت رؤوسنا منها طيلة الأشهر الماضية دون جدوى.نعتقد أن السبب وراء إنهاء اعتصامكم وحفظ ماء وجهكم هو تحقيق أكثر من 75% من أهدافكم الخبيثة التي سعيتم إليها وأيضاً التهديد الأمريكي بضرب المعتصمين وقبلها التهديد الإيراني بعدم محاسبة نوري المالكي سفاح العصر عندما اعتبروه خطاً احمر فجعلت منكم بموقف لا يحسد عليه لكونه عدوكم اللدود في الظاهر وفي الباطن الله أعلم. فرض الأسماء لمرشحين التكنوقراط الخاصة بالتيار الصدري مؤقتاً وبعد التصويت عليهم سوف يقدمون الولاء والطاعة العمياء الى حزب الدعوة وعندها ستعلم حجم الأخطاء التي ارتكبتها.العراق قضيتنا والإصلاح هويتنا كان الأجدر بك يا أيها الصدر الثائر! منذ اللحظة الأولى لاكتشاف ملفات الفساد حول شخوص كتلتك القيام بمحاسبتهم وكشفهم على الملأ ووضع حد للسرقة والهدر في المال العام والوقوف مع مرجعيتكم التي بح صوتها بسببكم وبسبب الحكومة الشيعية التي لا همها غير السرقة.