ثورة اللحى

 

بطرس الأكبر مصلح روسيا العظيم، وأحد أبرز قادتها في التاريخ الروسي. كان في بدايات حياته يدرس في هولندا، وأعجب جدا بهذا البلد ورقيه وتطوره. وكان حزنه على بلده روسيا كبيرا وبقي يتساءل لماذا لا يتقدم كما في هولندا. ففكر ما العمل ؟
واكتشف ان سبب رقي هولندا، هو نبض الحياة فيها. لما تملكه من ثروة ،وكذلك روح الحماسة، والمثابرة لدى الشعب، والاهم ان رجال هولندا رجال منظمون ونظيفين ويقومون بحلق لحاهم كل صباح، ويعطون للنظافة أهمية كبرى في حياتهم. لذلك اعتبر سبب تردي أوضاع روسيا وانحطاطها هي اللحى وإطالتها بصورة كبيرة في روسيا لذلك حين تولى العرش أصدر قرار بموجبه تتم عملية قص كل اللحى ومنع إطالتها.وابتدأ الصراع بين الملك والشعب وأصبحت قوات الجيش تلاحق الإفراد بالمقص من اجل حلق لحاهم ونجح في عملية تغير شكل الشعب الروسي، إلى انه لم يتقدم ولم يتغير الواقع ألمعاشي والفكري والاجتماعي للشعب. لأنه اعتقد ان تغير الشكل ممكن ينعكس على تفكير وسلوك شعبه لكنه للأسف لم يحقق ما إرادة ،وكذا ما حدث بالعراق حين جاءنا أصحاب اللحى بعد سقوط حقبة الظلم ،واعتبرت لحاهم هوية لهم وخدعنا بها لرمزيتها الدينية إلى أنها أصبحت فيما بعد رمزا لبؤسهم وذلتهم، ونلاحظ ذلك من خلال الانتخابات التي نحن مقبلين عليها من تغير إشكالهم وخطاباتهم من الخطابات الدينية التي أشبعونا منها حين دخولهم والتي استغلت وحشدت مشاعر الناس من اجل انتخابهم والوثوق بهم ، وانتخبهم الشعب ولم يقدموا شيئا بل اعادو العراق لعصور الجهل والتخلف . وأصبح الخطاب القديم غير مجدي. فتغيرت خطاباتهم ألان خطابات تطالب ، بالحقوق المدينة ، وحقوق الانسان ،وتوفير الخدمات وتعني التأكيد على الجانب الدنيوي عكس السابق الخطاب الأخروي المشحون بالطائفية وان بقيت إثارة حتى ألان في بعض القوائم . إلى ان عملية حلق اللحى وحلق الأفكار الشكلية لم تغير من حقيقتهم شيئا التي تتلون حسب مصالحهم وأهوائهم الانتخابات فرصة لنا جميعا حتى نغير من غير عقيدته بجرة قلم أو جرة موس من اجل المصلحة . قد تكون هذا الانتخابات إما أخر الغيث أو بدايته . من خلال اختيار الشعب لممثليهم لصدقهم ونبلهم .لا انتماءاتهم الدينية والحزبية والاثنية.

يكثر الكذب عادة قبل الانتخابات وخلال الحرب وبعد الصّيد.

أوتو فون بسمارك

المستشار الأول للدولة الألمانية