لا تفترق العبارتان عن إحداهما، فما وجدت الشروكَي حتما ستجده (معيدي)، والشروكَية هم أقوام يقطنون شرق نهر دجلة، إمتزج من طينة خلقهم حب الضيافة، والكرم اللا متناهي، كانت الفطرة سائدة أجواءهم. سبب تسميتهم المعدان يعللها مقال لإستاذي العجرش، حيث يقول "إن أهل الأهوار عبدوا إلهاً، وفر لهم كل مفاتن الطبيعة من أهوار وجاموس وطير، فأطلقوا عليه إسم مادي، وأخّذ الناس يسمونهم المادان، وبما إن الأهواريون يقلبون الألف عيناً، كما في قولهم القرعان أي القرآن الكريم، فسمي أولائك الأهواريون بالمعدان". من المؤكد إن منبع الكتابة؛ قد إنطلق من هذه الأراضي الشروكَية، وبزغ نور العلم للعالم من بيوت أولائك المعدان، حيث حضارة أور وجلجامش وحمورابي وأنكيدوا وأوروك، الشروكَيين رصعوا لهم تاريخا حافلا بالكرم، وحسن الضيافة، وكذلك انصياعهم لمفاهيم الدين الحنيف، وإرتباطاتهم الوثيقة بالمرجعيات المقدسة، فكانوا وعاءاً لتفجير الثورات ضد الطواغيت. الشروكَية مفردة مأخوذة من الشرق، ويفسرها البعض بأنها تعني: فتى الشمس أي فتى الحضارة والإبداع، وهذا دليل على إن أغلب المبدعين تجد إصولهم ثمرة من شجرة الشروكَية المضطهدة. الشروكَيون أولائك الذين وضعوا الفكر في رأس العراق، وملئوا خزائنه نفطاً، وغذوا أرضه بدماء زاكيات من شبانهم وكهولهم، مع الشروكَيون تجد الفطرة السليمة والروح المتأخية. عاشوا جنبا الى جنب مع الثورات، صولات تتبعها صولات من العشرين ومروراً بإنتفاضة صفر وشعبان، وهاهي إنتفاضة الجهاد الكفائي، التي يقدمون بها الغالي والنفيس لنصرة وطنهم ودينهم، بعد إن استباح الاجراميون أرض الرافدين، ها هم المعدان يسطرون أروع قصص الشجاعة، ويلجمون كل متيتم موتور أسست له المدرسة البعثية وأقنعته أن الشروكَيين عجم. إن من يشك في نواياهم، لاشك إنه إستبدت به الأمراض وفتكت به كوابيس إنفلات السلطة من يده، فبدا يهرف بما لا يعرف، محاولا النيل من صناع حضارة الوطن، ويريد أن يفحم كل علماء الآثار وعلماء التاريخ وعلماء الجينات، والمتاحف التي تجمع على إن سكان الأهوار (الشروكَيين المعدان)، هم من السلالة الحية للسومريون. خلاصة القول: لا يهمنا نعيق الساذجين، فنحن إمتداد للنبي الشروكَي الجنوبي إبراهيم الخليل (ع)، وإن العاصمة التي أسسها الإمام علي (ع)، ما زالت عاصمة الإسلام وتحج اليها الأفواج كل عام، ومنها سينطلق المنقذ بدولة العدل الإلهي، التي ستقضي على كل براثن حقدكم وإرهابكم، والسلام.
|