وطن ينهشه الضياع ويساق الى الهلاك ، الدولة فقدت هيبتها ،هذه الكارثة الكبيرة التي حلت بالعراق عززتها أزمة تعطيل عمل البرلمان لانتخاب حكومة جديدة وما رافقها من فوضى سياسية وعراك وشتائم بين أحزابها السياسية المتشظية بجميع اشكالها ، السني والشيعي واليساري واليميني والقومي، اوجدت القناعة لدى الشارع العراقي بأنها نتيجة طبيعية ومتوقعة لخلاف المكونات الرئيسية التي جاءت بها نظام المحاصصة .وتتجدد اليوم لتضاف لما حصل من حروب وكوارث واحتلال ومقتل مئات الالاف من العراقيين والوضع الاقتصادي المتهرء ومن تدهور وضياع لثرواته وشبابه ومستقبل شعبه والطائفية التي تجذرت فيه وتراجع الثقافة نتيجة هذه الاوضاع المضطربة والمميزة بالاحداث لايمكن اعطائها الاستقراء الواضح والخروج بنتائج واقعية لما سوف يمر فيه الوطن وما تواجهه الامة من كذب وخداع من سياسيين وزعماء كتل حتى اصبح الفرد العراقي لايثق باحد منهم بسبب الاستهزاء بالدم العراقي المقدس حيث اصبح المواطن العراقي يحلم بالحرية والامان واصبح يتلفت يميناً ويساراً خائفاً عند مسيره الى عمله بسبب القتل والدمار ومن مظالم تضاف لتاريخ هذا الشعب الابي وكل هذا على مرأى ومسمع السياسيين والمؤسسات المسؤولة وعدم وضع الحلول لكل مشاكله والاعلام الشريف كثيراً ما شخص ووضع العلاج ولكن دون استجابة او استقبال من قبل الساسة والجهات التي تتحمل المسؤولية في ادارة البلد التي اضرت ومستمرة في اضرارالعراق وشعبه واغراقه في بحور دماء الطائفية والحرب الاهلية المفتعلة من اجل المصالح الشخصية الضيقة والمكاسب السياسية المنحرفة ومصالح الكتل والاحزاب المشاركة في بذر وزرع وتاسيس وتحقيق وتثبيت الفتنة الطائفية المهلكة المدمرة واعادتها من جديد وبشكل اخبث واشد من سابقتها وقد شارك الجميع في هذه الفتنة و اوضاع فتحت الابواب للارهاب والتقتيل والتهجير والترويع و الفتن المهلكة والفساد المستشري المدمر لا خلاص منه الا بتغيير اساسي في البنية الحكومية والتحرير من قبضة المفسدين من كل الطوائف والقوميات والاثنيات المتسلطين و المنتفعين ومن كل الكتل والاطياف القومية والطائفية ان ايقاف الدم العراقي المراق مهم ويحتاج الى همة وطنية صادقة لايقاف زهق الأرواح ودفع ومنع كل الأسباب والعوامل والمقدمات المؤدية إلى هذه المفسدة الكبيرة والظالمة التي ابتلي به هذا الشعب الصامد . من خلال هذا المنطلق لا يستطع العراق في شق طريقه والخروج من هذا المأزق لعدم وجود علاجات صحيحة وظلت الكيانات والاحزاب تأكل بعضها البعض وتبتعد من قواعدها. فإن الأزمة السياسية في البلاد تلعب دوراً كبيراً في تقسيمه مخلّفة وراءها تربة خصبة ينفذ منها الارهاب .فلا تزال العديد من المدن في البلاد بنفس درجة الخطورة التي كانت عليها في أي وقت مضى حتى في أسوأ الظروف، كما أن الخوف يرافقهم دائماً. حكومة المحاصصة الحالية فقدت قيادتها للامور و لا يمكن لها تحسين إدارة البلاد وإخراجه من ازمتهه الداخلية الحالية بالمطلق لانها فقدت السيطرة على زمام الامور، حتى أدخلتها في أزمة خطيرة، والكتل السياسيّة العراقيّة بدأت تتناحر فيما بينها وتنقسم وتتشظى وتتقدم با تجاه السواد والاضمحلال ، الأمر الذي سيفتح الباب واسعا لسقوطها في احضان أجندات خارجية تفرض إراداتها على هذه التشكيلات وزيارة نائب الرئيس الامريكي الاخيرة حو بايدن وشروطه المظلة في دعم العراق اذا لم يستجب لمطاليبه ، ما يعمّق الخلاف السياسي ويصل بالبلاد إلى طريق مسدود . لقد اصبح المجتمع ينظرإلى دور الأحزاب بالكثير من الشك وانعدام الثقة. ويزيد من حدة الصراع اداء الأحزاب العراقية الغير منسجم في تقديم نموذج يتناسب مع القيّم الثقافية العراقية. ويأتي العامل التشريعي والقانوني ليضيف إلى المشهد عقبة جديدة٬ ٬ والذي يفتح الباب واسعا لتقديم قراءات للقوانين و تتباين وتختلف من طيف سياسي إلى آخر. وما زالت قطاعات واسعة من الشعب تحتاج الى الثقافة السياسية التي تولد إيمانا بالدور الهام والمؤثر للأحزاب التي ساهمت نتيجة الأداء الضعيف و الفشل تلو الأخر والاعتماد على الأشخاص لا على الأفكار بصورة مباشرة في تعزيز النظرة السلبية وتعميقها واغلب الأحزاب تعاني من خلل في العلاقة مع مجتمعها٬. الدور الضعيف للأحزاب السياسية العراقية وعلى مدى تاريخها الغير مستقر سببا رئيسيا في نشوء نظرة سلبية لدى عامة الناس وغياب للثقة في قدرتها على إيجاد التغيير الاجتماعي المطلوب. وبالتالي انحسار دورها في قضايا ذات أبعادا فئوية ضيقة . لقد شاركت كل الجهات السياسية في ادارة البلد دون استثناء من خلال وجودهم في الحكومات المتعاقبة ولانبرء اي فئة اوكتلة في الساحة السياسية لما يجري الان من معاناة وظلم وقطع الارزاق والخوف والرعب .وبقاء الوضع الحالي والحكومة يعني بقاء الفساد والظلم والجور والهلاك المزدوج في الدمارالذي اصاب البلد وعانى ماعانى من هذه الفوضى السياسية التي يراه الشعب لاجدوى من حلها خصوصا في ظل هذه الأزمات الحالية التي تتوالى والمزيد القادم في ظل العطاءات المخيبة السابقة . ولن ينجو احد من حسابها ومن كان منكم بلا خطيئة فاليرجمها بالحجارة .
|