العدو الإسلامي " اسلام روبيا " صناعة أميركية |
بعد انتهاء سيطرة أميركا وقبلها فرنسا الدولتين الاستعماريتين على فيتنام بعد خسائرهم المادية والمعنوية الكبيرة , وسقوط الاتحاد السوفيتي وأنتهاء الحرب الباردة . كان العالم يتوقع تغيير كبير في السياسة الاستعمارية نتيجة غياب المبرر لحروب هذه الدول وعدوانها بحجة مقاومة الشيوعية " المد الأحمر " كان متوقعاً أن يكون هناك أنعطاف في أتجاهات هذه الدول نحو السلام ونبذ العدوانية , لكن الامور بقت على ماهي عليه كنهج أستعماري متوارث ومتعاقِب . والثابت على دول الاستعمار في نهجها وفلسفتها تسعى لخلق عدو ومحاربته لأبتزازالعالم والسيطرة ونهب خيرات الدول بهذه الحجة مثل ما كان في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية والحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي وحربها الحالية مع الاسلام " اسلام روبيا " . التي خلقتها واججتها اميركا بعد سقوط وتفكيك الاتحاد السوفيتي مباشرة وانتهائه كعدو رئيسي قامت هذه الدول الاستعمارية وعلى رأسها اميركا بخلق العدو الحالي " الإسلام " مرتكزة في هذا الأمر على مثابات عدة , منها تشكيل فصائل واحزاب متعددة مختلفة مثل حركة طالبان والحركة الخمينية وحركة داعش بالاستعانة بدول كواجهات مقبولة لها علاقة بأمر هذه الحركات وتسخيرها لتأجيج الطائفية والصراع فيما بينها وبين الدول الاخرى واثارة التناقض المجتمعي الديني والقومي والاثني . أعتمدت اميركا في هذا الامر على جهات االشر والاجرام أسرائيل الغربية واسرائيل الشرقية " إيران" والرجعية العربية , وعملت على صناعة وترتيب أحداث 11 أيلول مركز التجارة العالمي في اميركا وأستغلاله كعذر كبير مشروع لغطاء عدوان عالمي شامل فكانت حرب اميركا في افغانستان وحربها في العراق واحتلاله . أعادت الكرّة بأن خسرت نفسها مجدداً لكن بشكل اقوى وأكبر لضعف ووهن المبرر لهذا الغزو كمنهج وسياسة نتيجة سلوكها المختلف مع دول العالم , قاطعت العراق وحاصرته وحرّضت دول العالم للحذو حذوها في عدوانها , وعاقبته تحت البند السابع المجحف الغير مبرر وأحتلاله مع 33 دولة بعد أن جرّدته من كل عناصر قوته العسكرية والاقتصادية بدون اخذ موافقة الامم المتحدة على عدوانها الغاشم ياله من استهتار عالمي , تعاملت مع العراق بقسوة رهيبة محشّدة الكثير من دول العالم للأشتراك بعدوانها عليه . بالمقابل تتعامل بالسلب من عدوانية بعض الدول بحق شعوبها وشعوب المنطقة مثل النظام السوري والنظام الايراني والعديد من الاحزاب والمنظمات الارهابية . اميركا تقف اليوم على ارض بلاد العرب والمسلمين في مفترق طُرق ثلاثي المسارات أسرائيل وايران وحلفائها من عرب الخليج , أميركا لا تريد التضحية بأحد من هؤلاء كونهم يخدمون مصالحها الاستراتيجية الآنية والمستقبلية , لكنهم بالمقابل لهم طموحهم وفلسفتهم للأبقاء على مراكزهم السلطوية وارضاء شعوبهم وأقناعها في ما هم عليه . ساحة الصراع واسعة وتتوسع في ارض الاسلام والعرب في افغانستان والعراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا وغيرها من الأماكن , أميركا لم تتعامل بوضوح مع هؤلاء ماعدى أسرائيل بل تحاول أثارة مخاوفهم بأعتبارها بيضة لميزان القوى , بالمقابل تزداد نغزات هذه الدول في الخاصرة الاميركية لأشعارها بخطورة عضة الثعلب اليائس , ما يجري حالياً في العراق واحدة منها . |