على الرغم من العمل التطوعي والخيري الذي تقوم به الآلاف المواكب لتوفير الطعام والإيواء وتقديم بقية الخدمات التي تخص زوار الأئمة عليهم السلام في العديد من محافظات البلاد ، الا ان هناك مواكب تبالغ في الاسراف والتبذير اذ يتم رمي اطنان كبيرة من الطعام والشراب في القمامة وهناك فقراء كثيرون هم بأمس الحاجة الى تلك الاطعمة والاشربة وخاصة أطنان كثيرة من مادة الرز وأنواع اللحوم كما تقع المسؤولية في التوجيه والإرشاد على رجال الدين وائمة الجوامع والحسينيات ، ومعتمدي المرجعية الدينية الرشيدة وديوان الوقف الشيعي والسني بهذا الجانب لاسيما ان تقديم تلك الاطعمة بالإمكان ان يستفيد منها الآلاف الأسر الفقيرة والمتعففة والنازحه والتي تسكن في العشوائيات ومباني الدولة وهناك اسر كثيرة تعاني الفقر المدقع وهما بأمس الحاجة الى تلك الأطعمة . وتحتاج تلك المواكب الى عملية تنظيم وتوجيه خصوصا فيما يتعلق بنصب الخيم وقرب المسافات وتنوع الطعام الذي يحتاجه الزائرين فضلا عن ضرورة المحافظة على أرصفة وشوارع المناطق التي يتم بها الطبخ وأعداد الطعام حيث يمكن للجهات البلدية القيام بواجباتها دون الاضرار بالبنية التحتية لتلك المناطق خاصة محافظات بغداد ، كربلاء المقدسة ، والنجف الاشرف . نحن نطرح مشروع (حفظ الخيرات) يهدف بالدرجة الأولى لتحقيق مبدأ التكافل المجتمعي بين أفراد المجتمع وتوطيد جسور التواصل والتعاضد بين المحسنين وأصحاب الدخل المحدود والمتعففين وهم الفئة المستهدفة. وتقوم فكرته على جمع الفائض من الطعام بطرق صحية سليمة، حيث يعاد تجهيزه، ثم يتم توزيعه على الفقراء والمحتاجين. وممكن ان يقام مشروع خيري بعد انتهاء الزيارات المليونية يتبناه ديوان الوقف الشيعي او أي جهة أخرى حكومية او متبرعة تسمى مدير مشروع (حفظ الخيرات والطعام ) إن المشروع هو مبادرة إنسانية تشرف عليها تلك الجهات للتغلب على مظاهر البذخ ورمي الفائض من الطعام وإعادة توزيعه على الفقراء والمحتاجين. و يجب ان يعتبر "حفظ تلك الخيرات والنعمة الفضيلة " من أفكار اهل الخير والقيم الانسانية الذين لهم دوراً كبيراً في دعم المشاريع الإنسانية بالتعاون مع العديد من المحسنين الذين يجودون بسخاء في سبيل تحقيق غايته الإنسانية النبيلة المتمثلة في تعزيز روح التكافل الاجتماعي بين مختلف شرائح المجتمع والحفاظ على التقاليد في تنظيم الزيارات المليونية . وقد يسهم هذا المشروع بعد ان ينطلق ، في تخفيف معاناة الآلاف من الأسر المحتاجة والأيتام والعمال، كما يزيد من الوعي العام بأهمية التعاطف مع معاناة الفئات المحرومة في المجتمع. ولا يفرّق المشروع بين المواطنين لشتى أطياف المجتمع العراقي . أن فكرة (حفظ الخيرات والطعام) تقوم على حفظ الوجبات الغذائية المطبوخة والفائضة عن حاجة المتبرعين للزائرين والتبرع بالفائض عن احتياجاتهم لمساعدة الفئات المستهدفة ، وفقاً لمعايير الجودة والسلامة الصحية، ويتم تغليفها بطريقة جيدة ونقلها وتوزيعها بسيارات مجهزة خصيصاً لنقل وحفظ الأطعمة، وبمقدور الجميع التواصل مباشرة مع إدارة المواكب والمشروع ومؤسسات الدعم الاجتماعي بالدولة خاصة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي تملك قاعدة بيانات رصينة وموثقة بالقطاعين الحكومي والخاص ، وسوف يسهم هذا المشروع ، من أجل سد حاجة الأسر الفقيرة والمتعففة، وتطبيق التكافل الاجتماعي داخل المجتمع العراقي ، والتوعية بعدم التبذير والإسراف في هدر الطعام في ضل شحة الموارد المالية لعموم الناس والتقشف التي تعاني منه الدولة. نتمنى التفاته سريعة والمبادرة بتفعيل هذا المشروع وحفظ الموارد المالية التي تهدر واستفادة الطبقة الفقيرة والمحرومة من هذه الخيرات، وذكر فضائل آهل البيت ونشر رسالتهم السامية والإنسانية .
|