مثل بيت اعبيد تعاركوا على المسطاح |
والمسطاح هو مساحة من الارض تترك فارغة لتجميع ( اللبن) المصنوع من الطين قبل ان يدخل الى الفرن الناري ليصبح طابوقا، والفكرة من وضع اللبن في المسطاح لتضربه الشمس ويصبح جافا، ودائما تكون هذه المساحة قريبة من المعمل للسهولة في ادخال اللبن عن طريق العربات التي تجرها الحمير، وبيت اعبيد جاؤوا من مكان بعيد ليعملوا عمالا في المعمل، ولكنهم تقاسموا ارض المسطاح وصارت لهم جلبة وكل واحد منهم اعتدى على الآخر وتناهشوا وجرت دماؤهم ليكتشفوا في الصباح ان هذه الارض لاتصلح للسكنى فهي مسطاح المعمل، فصاروا مثلا بين الناس : مثل بيت اعبيد تعاركوا على المسطاح، ونحن الآن نتعارك على شعارات رددها المتظاهرون ضد ايران، فصارت سبة عليهم، وضربوا قسما من النواب فصارت سبة اخرى، وكسروا بعض الاثاث، فصارت سبة ثالثة، والامر الاكثر اهمية من هذه الامور والتي لم يفكر بها احد، ان قطرة دم واحدة لم ترق في هذه التظاهرات وهذا الامر يحسب للشعب السلمي والمتحضر الذي اندفع بالآلاف ولم يخلف جريحا او قتيلا واحدا.لانريد ان نكون مثل بيت اعبيد نتعارك على شعارات رددها المتظاهرون، وقسم من النواب يطالب بالاعتذار عما بدر من المتظاهرين، وهذا امر معيب جدا، فالشعب لايعتذر ابدا، عليكم ان تعتذروا انتم عن سنين الخراب التي الحقتموها بالعراق، وعليكم ان تدعوا الشعب يعبر عن رأيه بكل حرية مادامت تظاهراته سلمية حد انه اخرج النواب واوصلهم الى مأمنهم ماعدا بعض المخالفات هنا وهناك وهذه لحجمها الصغير نستطيع تجاوزها ولانشير للشعب انه اخطأ او اعتدى، لكن الممض في العملية ان جميع القوى استسلمت مادام الشعب في الخضراء، لكن بمجرد ان غادرها صارت التصريحات تملأ الفضائيات وعاد البعض الى التشهير واتخذ موقفا مناوئا للشعب، وهذا مافعله بعض المثقفين المفتونين بالمحاصصة.كلنا نعرف ان ايران جارة مسلمة وهي وقفت في بعض المحن الى جانب الشعب العراقي، وكذلك نعرف انها حاربت العراق لثماني سنوات، فما الضير اذا اردنا تنقية اجواء بلادنا، ورددنا اننا لانريد احدا يتدخل بالعراق، وخصوصا برسم سياسته الداخلية، وهذا الامر ينطبق على الجميع على ايران والسعودية وقطر والامارات واميركا ايضا، يكفينا تبعية ولننظر الى التبعية الى اين اوصلتنا، صار الاختلاف في البيت الواحد ناهيك عن الطائفة والمذهب والقومية والدين، لتكن ايران بره، ولتكن اميركا بره، ولتكن السعودية وتركيا بره، الشعب لايخطىء ابدا، ولم يستطع احد لا في التاريخ المعاصر ولا التاريخ القديم ان يجبر الشعب على الاعتذار، لن يعتذر الشعب لاية كتلة ولا لاي حزب، بل عليهم هم ان يعتذروا عما اقترفت ايديهم من تدمير وقتل ليختموا الامر بالجوع والفاقة بعد ان تراجعت اسعار النفط.الجميع بره بره، وبغداد تبقى حره، هذا هو خصم الكلام، وعلى المعترضين ان يضربوا رؤوسهم باقرب صبة كونكريتية في المنطقة الخضراء، كل مايقول الجياع صحيح ولايمكن الاعتراض عليه، لانهم يتكلمون ببطون خاوية وعواطف ملتهبة، اما المتخومون من النواب والسياسيين فهؤلاء عليهم ان يراجعوا انفسهم، ويلاحظوا ماذا فعلوا بالعراق خلال 13 سنة فقط، كأن هذا البلد قد دخل حربا كونية، فتلاشى فيه كل شيء والسبب ان بيت اعبيد تعاركوا على المسطاح. |