الحروب المستقبلية للمياه

 

.نركز دائما”على النفط وأهميته الاقتصادية متناسين قضية المياه وضرورة الحفاظ عليها لاستمرارية العيش بالرغم من أنها عصب الحياة واثمن ما في الوجود. منذ بدء التاريخ والانسان بلجأ الى الأماكن الزاخرة بالمياه لتأمين حياته من خلال الأمن الغذائي المتوقف على الري،لنصل بقناعتنا أن الماء من أهم الموارد الموجودة على سطح الأرض، لكن رغم أهميتها تتعرض مصادرها للتلوث على ايدي البشر نتيجة المياه المبتذلة،رمي مخلفات المصانع وترسبات الأسلحة المستخدمة في الحروب وعدم وعي المواطن من خلال رمي النفايات في الانهار مما يؤدي الى زيادة الأمراض والوفيات،واهمال الحكومات في تشجير المناطق مما يساعد على ازدياد ظاهرة التصحّر لتكون أسباب نقص المياه وتلوّث البيئة تنسب لأفعال البشر. مع أن الصراع على الموارد الطبيعية كانت ولا تزال من أخطر الأمور التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، نجد قضية المياه تتحول بيئيا” وتتسارع من خلالها الأحداث وسط مناخ مضطرب يفرض العديد من التحديات مما يتطلب زيادة التعاون بين دول المنطقة لتقاسم المياه وفق مصالح كل بلد وتحسين ادارة الموارد المائية لضرورتها وتحقيق تطلعاتها الحالية كانت ام مستقبلية ،لنؤكد بأن هناك بدائل للنفط ولكن ليس هناك بديل للمياه،لذلك بدأت الدول الغنية بالمياه تتسارع لأيجاد طرق للحفاظ عليها وجعلها على رأس اولياتها من خلال انتشار سدود وتأمين القدرات التقنية. ومن أكثر المناطق تأثرا ” القارة الأفريقية” نتيجة التبدلات المناخية التي أدت الى الجفاف والفيضانات وتدمير المحاصيل الزراعية مما حث الدول وخاصة “إثيوبيا” من بناء سد على النيل بقرار منفرد مما يعرضها للانتقاد وقد يؤدى مستقبلا” إلى اندلاع حروب المياه بسبب إصرارها على فرض مبدأ السيادة المطلقة على مورد مشترك خاصة بعد انتشار” ظاهرة النينو”، لنجد بأن “إندونيسيا وإثيوبيا” اكثر البلدان الافريقية معاناة نتيجة ازمة الجفاف من هذه الظاهرة في ظل المجاعة التي باتت تهدد ملايين الإثيوبيين في مناطق مختلفة من البلاد لأنها تعتمد بشكل كبير في زراعتها على الأمطار . ايضا” علينا ان لا ننسى مطامع اسرائيل وخطرها على الموارد المائية العربية واستخدام المياه كعنصر اساسي في الصراع ، وتشمل هذه المطامع نهر الأردن وروافده ونهر اليرموك وينابيع المياه في الجولان وأنهار الليطاني والحاصباني والوزاني في لبنان. إضافة إلى سرقة المياه الجوفية في الضفة الغربية وقطاع غزة وإلحاحها المستمر على مصر لجرِّ مياه النيل لمصلحة مستعمراتها . لنجد بأن تحقيق الامن المائي يعد من اهم الاولويات في المرحلة المقبلة وقد يكون النزاع على المياه من العوامل المضافة الى العوامل الموجودة المسببة لعدم استقرار المنطـــــــقة.