يا عمال العراق إتحــدوا

 

 في الأول من آيار تحتفل الطبقة العاملة في العالم ، تحت شعار يا عمال العالم أتحدوا ، ما أجمله من شعار ، يجمع ولا يفرق ، وحدة الهدف توحد الجميع على أرض هذا الكوكب ، دون النظر إلى اللون ، العرق ، الدين أو الجنس ، هذا هو صوت العمال في العالم الذي تحول إلى قرية صغيرة ، في مطلع الألفية الثالثة ، دعوة للتضامن والمحبة والسلام من أجل البناء والتقدم والسلام ، كان هذا الصوت حافزا لنهوض الأمم متضامنة مع الشعار ، في كفاحها من أجل الحق والحرية والعيش الكريم ، فكان لأمتنا العربية ، صوت وشعار ” يا عمال الوطن العربي أتحدوا ” وباركنا هذا النداء كي نلتقي ونتضامن مع العالم في معترك الكفاح والنضال، وعالمنا اليوم أصبح فعلاً وحدة كاملة لا تنفصل ، كل جزء منه يؤثر ويتأثر بالأخر ، وللطبقة العاملة دور مهم في حركة الحياة ، وهذا الأمر لا يختلف عليه أحد.

أما الطبقة العاملة العراقية وهي تحتفل بهذا العيد السنوي يتبادر للذهن قول الشاعر المتنبي ” عيد بأية حال عدت يا عيد .. بما مضى أم بأمر فيك تجديد ” عمال العراق حالهم حال شعبهم الذي توالت عليه ضربات موجعة من كوارث ونكبات خلفت جروح عميقة ، لا زالت رحى الحرب تطحن ، ولعمال العراق نصيب في زمن الدم والبارود ، هنا لابد أن نشير إلى سبب هذه المناسبة التي يقف ويحتفل عمال العالم بذكراها ، التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، في الولايات المتحدة الأمريكية ، عندما وقف عمال مصنع (ماك كوميك) والعمال المحتشدين في ساحة (هاي ماركيست) في شيكاغو وأحياء لهذه الذكرى ، التي سقط فيها شهداء من العمال قد لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين ، أما الطبقة العاملة العراقية ، التي قدمت عشرات الشهداء من عمال البناء في مساطر ساحات بغداد وخصوصا ساحة الطيران التي تكررت فيها التفجيرات، راح ضحيتها عشرات الشهداء بصمت ودون أن يمر أحياء لتك الأحداث المفجعة ، والمشاهد المريرة تكرر وتترك آلاما ومتاعب نفسية ، وأول ضربة فتتت الطبقة العاملة ، القرار الجائر سيء الصيت بتحويل العمال إلى موظفين واستحواذ السلطة على أموال وعقارات العمل النقابي ومؤسسة الضمان الاجتماعي والضمان الصحي، حيث كانت مستشفيات خاصة تقدم الرعاية الصحية في الكرخ والرصافة ونواد اجتماعية ، ومؤسسة للثقافة العمالية و و ، انها مؤامرة، وسرقة في وضح النهار شرعن لها قرار مجلس قيادة الثورة الرقم 150  لسنة1987  واليوم عاد العيد متزامنا مع ثورة الشعب العراقي على دولة الفوضى والفساد والتكتلات الطائفية ، ليكن محفزا لوحدة الطبقة العاملة العرقية لتنضوي متوحدة ، تحت قيادة نقابية واحدة بعيدا عن تدخل وهيمنة أحزاب السلطة وتكتلاتها السياسية ، مرحى لعمال العراق وهم يجسدون شعار ” يا عمال العراق أتحدوا ” والمجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة بعيدها السنوي الأول من آيار