نسيبنه خط احمر!

(حسام عضلة) هو لقبه في المنطقة، يهاب شكله العديد من الناس، لكننا قل لم نرى يوماً حسام بمعترك فعلي، سوى بعض "العركات" المفتعلة لبرز قوته والتفاخر بتلك العضلات التي ظهرت له بفترة قصيرة، بفضل "ابر" (سالم الروسي) صاحب القاعة العريقة المعروف بتزويد ابناء المنطقة ببروتينات الحديد اللازمة لتمرينات القاعة ذاتها، وابر نفخ العضلات رخيصة المنشأ..

حسام عضلة يكن عداوة غير مبررة لهزيل البنية (جون)، الذي لقب هذا اللقب بسبب عيونه الزرقاء التي سحرت بعض هزيلات العقل في منطقتنا.

اما حسام فقد كان، ولا يزال، يجر خلفه بعض الاتباع والذين يتفاخرون بدورهم بصداقته كحام لهم وفارض لهيبة الشارع، وقد اعتادوا هؤلاء "الاتباع" ان يضايقوا جون بين الحين والآخر.

خلافاتهم اصبحت ابعد ما تكون خلافات شباب ومراهقة، واصبح الشارع لا يطاق بتواجد الندين، بسبب الصراخ المتبادل والشتائم البشعة الملفظ، كان جون بدوره يستعين ببعض الاصدقاء لتخريب السيارات التي تتوقف امام القاعة بخبث و لؤم سري، بحيث لم يستطع احد ما ان يثبت ان جون واصحابه هم الفاعلون.

بتلك الخلافات بدأت سلسلة من فصول العشائر التعويضية، وتعدى الامر الى دعاوٍ كيدية واحكام بالسجن لبعض ابناء الشارع، وقسم ذلك الشارع الى قسمين كل قسمِ بما لديهم فرحون، مدافعون حد القتل عن مرؤوسيهم، حتى سمي شارعنا، خلال تلك السنوات الخمس، بشارع الموت...

بعد عدة سنين سمحت لي الصدفة ان اعود الى مدرستي الابتدائية، وعدت الى ذكريات ذلك الشارع الذي ودعته مبكراً وبذاكرتي الكثير عن خلافات "الفرع"، كان الناس يروون حكايات الدم بمتعة النكتة، وقبح النفايات.

-ام جون شلونج خالة؟

- ياهله بالغالية بت الغالية شنو وين ما وين؟

- والله خالة بهالدنيه.. انتو شنو اخباركم جون شلونه؟ وسندس بنتج؟!

- والله خالة سندس تزوجت، وجون يشتغل وية رجلها.

- بالخير والعافية خالة تستاهل سندس.، عاد غريب كريب؟.

- تتذكرين حسام عضلة؟ هو اخذ سندس، خوش ولد الله يستر عليه فتح هو وجون محل مال اقراص بباب الشرجي.

- خالة صدك جذب؟! هذا مو نفسه حسام عضلة الي .......
ترد ام جون مقاطعة "بسج يمه نسيبنه خط احمر".