الحياة في تطور لايتوقف |
اي نظرة الى التاريخ الى الواقع لاتضح لنا جميعا ولكل انسان مهما كان جاهلا او عالما حتى اولئك الذين يرون في هذا التطور والتجدد تهديد لمصالحهم الخاصة الغير شرعية بشكل واضح هذه الحقيقة وهي ان الحياة في تطور في تغير في تجدد لاشي ثابت ورغم ذلك نرى هؤلاء يكفرون هذا التطور وهذا التجدد وكل من يدعوا اليه ويحاولون الوقوف امام هذه الحقيقة معتقدين لهم القدرة على وقفه مستخدمين وسائل التضليل والخداع وبحجج واهية وعندما يعجزون عن وقفه يسرعون الى تبديل جلدتهم ويتصدرون حركة الجماهير ويسرقون نضال الجماهير وتضحياتهم وهذا ما حدث في ثورة الاسلام سابقا وفي ثورة الربيع العربي الان حيث قامت المجموعات المعادية للجماهير للتغيير والتجدد وخاصة بعد ان عجزت عن وقف حركة الجماهير وفي غفلة منها اخترقت الحركة وتسيدت الموقف وهكذا بدأت حروب دامية شنها اعداء التطور والتجدد ضد هذا التطور والتجدد وكل من يدعوا اليه ومع ذلك لم يتوقف هذا التطور والتجدد ولا لحظة واحدة كما لا يتوقف نموا جسد الانسان وتطوره لا يتوقف تطور الحياة وتجددها مهما كانت القوة المضادة والمهاجمة لاشك ان اعظم واكبر معجزة في هذا الوجود هو عقل الانسان انه القوة الحكيمة التي كانت السبب في هذا التطور والتجدد في الحياة ولولا هذه المعجزة اي العقل لما حدث اي تطور وتجدد في هذا الوجود فالذي منح الانسان هذه المنزلة العظيمة والمكانة الرفيعة انه العقل بحيث اصبح سيد هذا الوجود وجعل كل ما في هذا الوجود في خدمته ومن اجله لا شك ان هذا العقل هو المقصود بالاية الكريمة ونفخنا فيه من روحنا يعني العقل هو روح الله لهذا فان هذا العقل لا ينموا ويبدع الا في الحرية والحرية المطلقة اي يطلع على كل شي ويفكر في كل شي فاي قيد او غل او منع يتوقف عن النمو والابداع بل ربما يموت لهذا نرى اعداء الحياة اعداء التطور والتجديد يضعوا القيود والاغلال على عقول الناس ويحتلوها لهذا يتطلب من كل قوى الخير والنور ان تعمل على تحرير العقول انه الخطوة الاولى لبناء الحياة وسعادة الانسان وتحرير العقول يعني دعوا العقول ان تطلع على كل شي وتنتقد كل شي وتعارض كل شي دعوها حرة تنطلق تفكر بدون قيود او شروط او حدود اعلموا ان الشر والفساد في العقول المقيدة مهما كان هذا القيد فلا شر ولا فساد في العقول الحرة لا شك ان الشر لم يخلقه الانسان لكن الشر مصدره الطبيعة لهذا نرى الانسان نتيجة لاستخدامه العقل وتطور هذا العقل ونموه استطاع ان يقضي على الكثير من الشرور والاخطار التي تهدد الحياة وسعادة الانسان مثل الامراض الفيضانات الزلزال البراكين الجهل الطغيان الظلم والاستبداد الحروب نعم استطاع ان ينهي بعض الامراض الفتاكة مثل الطاعون والسل وامراض الاطفال واستطاع ان ينهي خطر الفيضانات ويروض الطغيان ويفرض عليه بعض الامور التي ترفع من شأن الانسان مثل الحرية والديمقراطية والتعددية والقانون وكرامة الانسان واستطاع ان يحد من تأثير الطبيعة ويروضها لصالحه بل اخذ يستفيد من بعض اخطارها لصالحه مثل الحرارة والبرودة والرياح والمياه وامور كثيرة لكن هذا لا يعني ان الانسان وصل الى مبتغاه وانهى كل الشرور والاخطار فلا يزال امامه طريق طويل من التحدي والتضحيات لتحقيق اهدافه في بناء حياة حرة كريمة سعيدة في بناء مجتمع انساني تسوده الحرية والحب والسلام كل شي في خدمة الانسان ومن اجل الانسان وبناء مجتمعا خاليا من الفقر والحرب والجهل والمرض فالانسان خلق وجد للحياة ومن اجل الحياة لهذا يجب ان يعيش من اجلها ويموت من اجلها فاثبت الذي يموت من اجل الحياة هو الذي يعيش خالدا فيها فكل الانبياء والرسل والمصلحين والمفكرين في كل المجالات الفكرية والعلمية الذين ابدعوا وناضلوا واستشهدوا من اجل فكرهم وعلمهم من اجل بناء الحياة من اجل سعادة الانسان تغلبوا على الموت وعاشوا خالدين هؤلاء موسى وعيسى ومحمد و اباذر والامام علي والحسين والكثير امثال هؤلاء من المصلحين والمخترعين والمكتشفين والذين ضحوا بكل شي بما فيها حياتهم من اجل ان يعيش الانسان حر وسعيد وكريم من اجل ازالة اي ذل اي اهانة اي جوع يعانيه الانسان فهذه صرخة الامام علي عندما طعنته الفئة الباغية فئة العبودية والظلام فزت ورب الكعبة لانه يدرك ان صرخته هذه طعنة معاكسة لدك حصون العبودية وتبديد الظلام لهذا اصبحت صرخة الامام علي صوت كل مظلوم محروم وقوة تدفع كل انسان الى الحرية والنور وتبدد اليأس والظلام وتزرع الحب والامل والتفاؤل في نفسه ولولا تلك الصرخة وغيرها من صرخات عشاق الحياة والذين وجدوا في احترام الانسان وتقديسه هو احترام لله وتقديسه والذي لا يقدس الانسان لا يقدس الله لما وصلت اليه الانسانية من خير ونور وعلم وتقدم وتطور في كل المجالات وعلى مختلف المستويات وهكذا تستمر الحياة في التطور والتقدم ولن تتوقف مهما كانت الظروف ويومها يقترب الانسان من خالقه الذي قال له اطعني اي توجه للعلم للعمل تكون مثلي انا اقول للشيء كن فيكون انت تقل للشيء كن فيكون. |