الأخلاق بين الدين والإلحاد

الاخلاق فطرية بلا شك، وطبيعي أن يكون الإنسان متصفاً ببعض الأخلاق بغض النظر عن الإيمان بالدين من عدمه؛ لأن الأخلاق فطرية كما قلنا؛ ولأن دور الدين هو التنمية والتهذيب ولكن بيئة الإلحاد تعمل العكس ومن يريد أدلة على ذلك فليراجع منشورات وتعليقات الملحدين وتصرفاتهم إن كان يعرف بعضهم وليراجع تاريخ دولهم-كتبت عن ذلك في سلسلة مقالات منشورة تحت عنوان عندما يكون الإلحاد دولة.وطبيعي أن تجد نسبة-ربما كبيرة في بعض الأحيان- من المؤمنين بالأديان بلا اخلاق أما لعدم التزامهم بتعاليم دينهم أو لالتزامهم بتفسير خاطئ لها.الفرق بين الإلحاد والدين من هذه الناحية:

1-الدين بيئة منمية ومهذبة للأخلاق أي للفطرة في حين إن الإلحاد عكس ذلك.

2-الدين فيه منظومة أخلاقية والإلحاد ليس فيه أي منظومة أخلاقية وقد حاول البعض بناء أو ادعاء وجود هذه المنظومة ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً.

3-الدين ليس فيه مساحة للاجتهاد في مجال الأخلاق وبالتالي فإن من يتصرف خلاف الأخلاق الواضحة والفطرة السليمة الواضحة أيضاً مرفوض دينياً، وإن قبله البعض بناءً على تفسيرات خاصة ولكنها واضحة البطلان عند الأغلبية أو العقلاء، في حين إن الإلحاد فيه مساحة كبيرة للاجتهاد والرأي الشخصي تصل لحد مخالفة أمور اخلاقية فطرية تسالم عليها جميع العقلاء.

4-الدين فيه الحافز للالتزام بالأخلاق والإلحاد ليس فيه ذلك.

5-الدين قدم لنا نماذج عملية رائعة في مجال الأخلاق على مستوى الأفراد والدول في حين إن ما قدمه الإلحاد لنا من نماذج-أفراداً ودولاً-هي الأسوأ على مر التاريخ.

6-يمكن تقييم الفرد دينياً بأنه مخالف أو مسيء للفهم وبالتالي فإن نسبته للدين-وتحميل الدين والمتدينين مسؤولية ذلك- عناد وتشويه ممن يفعل ذلك، وذلك لأن الدين فيه عقائد وممارسات واضحة فيمكن القول بنفي الدين عمن لا يعتقد بها أو لا يفعلها أو على الأقل القول إنه مخطئ، في حين إنه لا توجد في الإلحاد منظومة عقائد وممارسات ثابتة ولا جامع بين الملحدين إلا نفي وجود الإله وبالتالي فيمكن نسبة أي أحد للملحدين ما دام يتفق معهم على ثابتهم الوحيد ولا معنى للتملص من تصرفاته وأقواله وأفعاله واعتقاداته بحجة إنه لا يوجد إله أو نبي أو زعيم للملحدين!