إسرائيل ترسل جاسوسة للكشف عن خلطة “دهين ابو علي” السحرية في النجف |
باراس تمر افیفا ، المولودة في تل ابيب، في 24 حزيران عام 1986 ، وتحمل جواز السفر الاسرائیلی ، هي الجاسوسة الاسرائيلية المزعومة، التي اعتقلتها السلطات العراقية في النجف الأشرف ، وتحمل هوية ووثائق أمريكية وتنتحل صفة صحفية في أحد فنادق المدينة ، الا ان قاضي الملف أمر بالافراج عنها تحت ضغوط قيل ان الولايات المتحدة الامريكية مارستها على العراق . كما اشارت الانباء الى ان وزیر الداخلیة محمد الغبان، اطلع على حیثیات القضیة واصدر أوامره الى مدیریة الاستخبارات فی النجف الاشرف بعدم اطلاق سراح المتهمة ونقلها على الفور الى بغداد ، لکن نتیجة لازدیاد الضغط الأمریکی على المسؤولین العراقیین ، تم الافراج عن المتهمة وتسلیمها للقوات الامریکیة . وفيما يبدو ان هذا الخبر اعاد الى الذهنية العراقية الزمن الذي عاشوه في أيام سلطة صدام التكريتي، التي اعطت انطباع بان اي ازمة تصيب العراق فان اسرائيل ورائها ، ما دفع الناس الى استقبال خبر القبض على الجاسوسة بالسخرية والاستهزاء . بل حتى الصحافة العراقية، استهزئت بهذا النبأ وقامت مجموعة من الصحف بنشر مقالات تسخر منه بدعوى ان ما موجود في العراق من مفسدين لا يحتاجون لجواسيس يزودون اسرائيل بالمعلومات عن العراق. لكن من المهم معرفة سبب قيام اسرائيل بزرع جاسوسة لها في بلد مفتوح لا يتمتع باي (قدسية استخباراتية) واسراره مكشوفة على العلن وفي ظل احاديث لسياسيين في قلب العملية السياسية تفيد بان امريكا (التي تعتبر اسرائيل الطفل المدلل بالنسبة لها) هي المسيطرة على ادق التفاصيل في العراق وهي من تحتفظ بملفاته السرية التي كان يملكها نظام البعث المنحل وملفاته السرية الحاليةأيضا . من المعروف ان جهاز الموساد الاسرائيلي يعد بمصاف اجهزة الاستخبارات الاولى في العالم لامتلاكه للتقنيات الاستخباراتية بما يؤهله الى التفوق عن اي جهاز استخباراتي اخر ، وعندما يكون هذا الانطباع سائد حول هذا الجهاز ، اذن يكون من الغباء ان يرسل جاسوسة الى العراق الذي يملك مواطنه روح العداء لكل شيء اسمه اسرائيلي او صهيوني ، وفي حقيبتها جواز سفر اسرائيلي ، امن المعقول ان يتصرف الموساد مثل هذا التصرف ؟. لماذا تزرع اسرائيل (جاسوسة) وليس جاسوس في النجف الاشرف التي تعد اكثر مدينة في العالم الى جانب محافظة كربلاء محافظة على العادات الدينية والاجتماعية والعشائرية، بحيث حتى الحركة البسيطة المرصودة تعد عيبا او حراما ، فكيف بامراة يمكن ان تتحرك بحرية ، فضلا عن ان تكون امرأة اجنبية ؟. ولما تقوم اسرائيل بزرع الجاسوسة في النجف الاشرف المعروفة بطابعها الديني ، فهل يخبيء العراق اسرار معينة في هذه المدينة تريد اسرائيل التعرف عليها ؟ ام ان اسرائيل ارسلت جاسوسة لكي تحصي عدد القبور في مقبرة وادي السلام ، او الكشف عن الخلطة السحرية (لدهين ابو علي) الشهير ؟. بالفعل ان كل العراقيين الذين سخروا من هذا الخبر كانوا محقين في سخريتهم، بدليل انهم ما لبثوا بان سمعوا بنبأ القبض عليها حتى سمعوا بان السلطات العراقية اسرعت في اطلاق سراحها ، ما يعني بان السلطات العراقية مقتنعة مئة بالمئة بان العراق لا يملك اي اسرار تستدعي جواسيس لكشفها ، بل انها لا تعبأ باي جاسوس يدخل البلد ولا ترى اي ضرورة لمعاقبته. |